محمد فخري المولى ||
يستغرب البعض من هذا الاسم والمقدمة ، لكن بفترة رمضان تغيرت الساعة البايلوجية للمواطن وتغير شكل ونمط الزخم المروري ( الازدحامات ) ووقت الذروة ، حقيقية يجب النظر اليها بتمعن ونحاول هنا تحليلها .
الزخم المروري بالعواصم والمدن الرئيسة امر طبيعي جدا بل اعتيادي ؟
السبب لأنها مقر الحكومة الإدارية والدوائر الرسمية وغيرها وتم التعارف أن تكون مراكز المدن او السنتر كما تسمى هي الملتقى والمجمع لها ، اضافة انها تضم عدد كبير من الجامعات والمعاهد وايضا مدارس المتميزين والموهوبين اضافة الى انها مراكز استقطاب تجارية واقتصادية ومالية كل ما تقدم سيكون بالمقابل زخم وسيكون من نواتجه انفجار سكاني عمراني ،كنتيجة ومحصلة .
التخطيط الاستراتيجي والاستدامة الدائمة تفاصيل مهمه اتجه لها العالم
حاول من خلالها ان يضع خطط ومشاريع مستقبلية واقعية تسبق الأحداث بمدن حديثة ذكية او تسير وفق نهج معين واضح للتخطيط والسكن والاعمار .
محليا انتظرنا المشكلة حتى تفاقمت وأصبحت معضلة ليردد الجميع اين الحلول الناجعة .
بغداد بمقدمة ركب الزخم المروري ثم تليها باقي المحافظات .
بغداد تحديدا تتعامل مع رقم ١٠ مليون مواطن قد يزيد او يقل لكنه رقم وعدد لا يتناسب مع ما مُخطط لها ، الذي كانت آخر خريطة لها تعود لحقبة الثمانينات .
منذ تلك الحقبة كانت هناك تراكمات لم تعالج فحقبة التسعينات بسبب الحصار الاقتصادي لم تشهد تطور وتطوير .
الالفية الثانية شهدت توزيع اراضي مفرط خارج الضوابط فشكل عام ٢٠٠٠ وما بعده خنق جديد لبغداد ولباقي المحافظات لكنه محدود التاثير لوجود ضوابط ملزمة وقوة قانون ودولة .
بعد عام ٢٠٠٣ انتهت سطوة وقوة القانون والدولة والحكومة .
فتجد المحصلة الان من مركز بغداد الاداري الى ابعد موقع إداري يتبع محافظة بغداد هو مجمعات او تجمعات سكنية عشوائية او منظمة بغض النظر عن جنس العقار ، للمثال اصبح تجريف الأراضي الزراعية امر طبيعي جدا على حساب التصميم الاساس .
بالعودة على موضوعنا الاصل الزخم المروري بظل كل ما تقدم لن نجد غير الزخم المروري هو الواقع الفعلي ، لنتجه للمعالجات التي هي أكثر أهمية من السرد التاريخي ونردد لنقسمها الى قسمين من المعالجات الاولى آنية والثانية أستراتيجية .
أ. المعالجات الآنية
اولا . تغيير اوقات الدوام الحضوري للدوائر والمؤسسات الحكومية والكليات والمعاهد لتكون النتيجة توزيع الزخم المروري الى ساعات ذروة وليس ساعة ذروة .
ثانيا . استثمار تجربة وزارة التربية بالدوام الحضوري ليوم السبت ، لتوزيع عطلة الوزارات بين ايام الاسبوع
ثالثا. محاولة جعل المعاملات إلكترونية بتقليل التعاملات الورقية وهو ما يسمى بالاتمته
رابعا . التشديد على ان الأعمال والصيانة ليلا فقط مع التأكيد على مرور الآليات الكبيرة للنقل الخارجي ليلا ، وما يخدم المواطن من مواد اساسية من مواد صباحا .
خامسا. تشجيع النقل العام بالتزامن مع ضبط عمل النقل الخاص.
سادسا. توسعة الشوارع الرئيسية والثانوية من خلال مرتسمات جديدة وواقعية .
سابعا. مد جسور سريعة على قناة الجيش ونهر دجلة باوقات الذروة
ثامنا. تشجيع ودعم النقل المائي
تاسعا. دعم وتشجيع النقل السككي من مركز بغداد باتجاه الاطراف البعيدة.
ب. الحلول الناجعة المستقبليه المرتبطة بالاصلاحات الحقيقة لتصميم بغداد من خلال التخطيط الاستراتيجي والاستدامة الدائمة.
اولا. اخراج او انشاء مدن إدارية بعيدة عن المركز متكاملة الخدمات
ثانيا. إخراج المواقع التجارية والصناعية من المركز الى الاطراف بخطط ومشاريع مُعدة سابقا
ثالثا. إنشاء مدن علمية تضم الجامعات والمعاهد والمستشفيات وخصوصا الأهلية بفرق تخصيص الأرض للجهات ذات العلاقة
ختاما المستقبل يصنع ولا ينتظر
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني