حينما ينطق التاريخ جهادا وعقيدة

بقلم .. محمد الياسري

مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران واعلان الامام الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) التأييد للامام الخميني الراحل (قدس) وتلتها قيام النظام الطاغوتي بحملة الاعتقالات والاعدامات للشباب المتدين وزجهم بالسجون فضلا عن اعدام الالاف في محاكمات صورية دفعت بالمجموعات الجهادية الى الهجرة للجمهورية الاسلامية والتي اصبحت “ام القرى” ومعقل الاسلام الاول فتشكلت النواة التنظيمية الاولى لتشكيل بدر في ١٧ رمضان من العام ١٩٨٢ برعاية الامام الخميني (قدس) وباشراف من الامام القائد الخامنئي (حفظه الله) – وكان مسؤول الملف العراقي وقتها – وانطلق المجاهدين في تاسيس تشكيل بدر وبمراحل متعددة ابتداء من فوج الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) ثم لواء وفرقة حتى اصبح فيلقا بخمس فرق عسكرية في الشمال والجنوب وتلاها تشكيل تنظيم الداخل الذي نفذ عمليات نوعية اصابت مراكز حساسة في النظام البعثي .
ويشهد للبدريين انهم اول من تصدى لهجوم المنافقين الواسع المدعوم من النظام البعثي على كرمانشاه في واقعة المرصاد الشهيرة وكان استبسال البدريين شاهدا لدى الجميع حيث تعامل فيلق بدر بخططه وعملياته باسلوب الجيوش العسكرية رغم قصر المدة التي تشكل فيها.
وبعد انتهاء الحرب المفروضة على ايران واصل البدريون جهادهم في الاهوار وشمال العراق فضلا عن الداخل وبعزيمة واصرار وعلى خطى الشهداء والعلماء ورغم التحديات التي كان يواجهها الفيلق الا ان العزيمة والاصرار ادت في نهاية المطاف ان ينهار الطاغوت على يد داعميه الغربيين.
فتحول الفيلق الى منظمة وكان لقيادتها شرف التاسيس للعملية السياسية في العراق ذات الممارسة الديمقراطية كما كان لقيادة المساهمة الكبيرة في كتابة دستور دائم للبلاد .
ومن اهم العقبات التي كانت تواجه منظمة بدر بعد عام ٢٠٠٣ فكانت الحكمة والبصيرة حاضرة في التصدي للحرب التكفيرية التي قادتها مجموعات القاعدة واخواتها وكذلك وجود الاحتلال الاميركي فكان الاصرار الكبير لقيادة بدر في انهاء الاحتلال وتكلل بالانسحاب المذل للقوات الاميركية في العام ٢٠١١.. حتى العام ٢٠١٤ حيث احتلت المجموعات الارهابية ثلث العراق وحاصرت العاصمة بغداد مما اضطر البدريون الى الاندفاع لمواجهة الخطر عبر خط ديالى العظيم حتى امرلي من جانب وكذلك طريق سامراء والثالث والاهم جنوب بغداد حتى جرف النصر .
وبعد صدور الفتوى الجهادية وتشكيل الحشد الشعبي كان البدريون في طليعة من لبى نداء الشهادة ليكون تشكيل بدر العمود الفقري للحشد الشعبي وكما يقول الشهيد القائد ابو مهدي المهندس ان الامام القائد الخامنئي (حفظه الله) قال بعد نهاية الحرب المفروضة “ان لبدر دور مهما في مستقبل العراق” ويؤكد الشهيد المهندس “ان اهم قيادات الحشد الشعبي هم البدريين”.
ان بدر تعني الشهيد المهندس .. بدر تعني الشهيد ابو حبيب السكيني والشهيد ابو منتظر المحمداوي والشهيد ابوطه الناصري .. بدر تعني الالتزام والطاعة للمرجعية والولاية وتعني التاريخ والجهاد والشهادة.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

 

شاهد أيضاً

كيان العدو يُقـر بهزيمته في غزة ولبنان؟!

 د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *