من يحاصر من؟ روسيا تتجه للروبل لكسر العقوبات

د. حيدر سلمان ||

بعد سيل العقوبات الغربية وبالذات الأمريكية منها على روسيا، على خلفية حربها مع اوكرانيا، الحكومة الروسية تقرر بيع الغاز الى اوروبا بالروبل (العملة المحلية الروسية) و بوتين يقول انه لن يباع اي نفط او غاز او مواد اخرى خارج روسيا بغير الروبل لاظهار اصراره بالتزامن مع غلق انبوب بحر قزوين بحجة الصيانة.
?الحكومة الألمانية كانت اول المعلقين بقولها ان مطلب روسيا دفع مستحقات الغاز بالروبل يعتبر خرقا للتعاقد.
?هذا يعني ان أوروبا ستكون مضطرة لشراء الروبل الذي حاريته لدفع ماعليها وهو يعني رفع قيمته وبالتالي ستطرحه روسيا للبيع كباقي العملات الصعبة.
?‏علما ان روسيا سابقا قبلت بيع النفط للصين ب “اليوان الصيني” فهل ستفرض على الصين ايضا البيع بالروبل علما ان روسيا تبيع للصين باسعار مخفضة وتعاقدت مؤخرا مع الهند للبيع بسعر اقل من نصف سعر السوق لكن بالدولار بمعدل يصل الى مليون برميل يومي خارج الاوبك والاقرب للضن انها ستحوله للروبل.
?طبعا هناك ملفات اقتصادية اخرى بيد روسيا وهي امن الغذاء العالمي كونها بين المصدرين الاوائل للحبوب وتقنيات محددة.
?الرسالة التي تريد ايصالها روسيا في هذه المرحلة تحديدا هي ⬅️ من يحاصر من ومن يعاقب من؟، علما ان التذمر في أوروبا يتزايد مع مشاكل الغاز كون الروسي هو الافضل والاقرب والارخص لاوروبا ناهيك عن ارتفاع في اسعار الاغذية.
?نعيد ما قلناه سابقا الصين هي المستفيد الاول تاتي بعدها تباعا الدول التي تريد مليء قدفراغ المنسحبين من روسيا من اقتصاديي الغرب مثلا الهند وتركيا التي اكدت مرارا انها لن تكون جزء من العقوبات كوننا تريد اقتحام السوق الروسي الذي ان باع الان سيبيع باسعار ضئيلة ولو كان بالروبل.
? السؤال الان الذي يتبادر بالذهن للقاريء⬅️ من يحاصر من؟
روسيا والصين بحلف واضح ويماكون الموارد الاقتصادية للعالم كله والغرب لايملك غير الدولار ولايستطيع تامين غذاء شعوبه.
?ابسط جواب لاقل متلقي: ليست كل الامم تعاقب وتحاصر؛ علما ان سلاح العقوبات والحصار الذي تتخذه الولايات المتحدة هو اداة لتجويع الشعوب وتركيعها واسالوا العراقيين عن ذلك يجيبوكم.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

كيان العدو يُقـر بهزيمته في غزة ولبنان؟!

 د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *