علاقات دول الخليج ذيلية..!

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

الصراع الدائر حاليا في أوكرانيا ما بين أمريكا و معسكرها الناتو ومابين روسيا واصدقائها صراع وجود لتقاسم السيطرة على العالم، وليس للعرب أي وجود ولا قيمة بهذا الصراع، ليس لأن العرب غير مهمين وإنما دول الاستعمار البريطاني الفرنسي وخلفهم الأمريكي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى هم من رسموا حدود الدول العربية ودعموا ونصبوا ومكنوا عملائهم للتسلط على رقاب الشعوب العربية، ولعبت دول الرجعية العربية وخاصة دول البترول أقذر الطرق وأنتنها في دفع فاتورة حروب أمريكا الباردة والساخنة ضد المعسكر الروسي السوفياتي، أمريكا قاتلت السوفيت في أفغانستان في أموال الخليج وبقطعان الوهابية وجعلت من أفغانستان مستنقع لهزيمة الاتحاد السوفياتي وتفككه، الان أمريكا تحارب روسيا بالساحة الأوكرانية من خلال اقتصاد الدول الأوروبية ومن خلال أموال دول الخليج حتى ولو كان الدفع بالسر وليس بالعلن،ما نراه اليوم من صراعات حادّة، بين عالم الغرب من طرف، وروسيا ومن خلفها الصين، هؤلاء هم عمالقة العالم، بعد انفجار الأحداث المؤسفة في أوكرانيا.
مانراه على المستوى العالمي، صراع حقيقي وحروب واضحة وإن كانت لم تصل إلى الاشتباك المباشر بين الجيش الروسي وجيوش الناتو، لكن الحرب دائرة في الصعيد الإعلامي وصلت الحالة معاقبة مفكرين ومثقفين روس ومصادرة أموال أثرياء روس ماهي إلا وسائل من وسائل الحروب، بل المتابع إلى الإعلام الغربي واتباعهم من أعلام دول الرجعية العربية يعملون على احتكار الأخبار ومنع قول الحقيقة وبطرق مبتذلة بعيدة كل البعد عن الأخلاق، هذا الابتذال دليل على أن العالم يشهد على وجود هذه الحرب الشاملة.
اتضحت بشكل واضح وقوف واصطفاف الدول مع كلا المعسكرين في آسيا وأفريقيا، وأوروبا وقفت مع أمريكا وتم العمل على شيطنة وعزل الروس، انا لست روسيا ولا أمريكيا وإنما شخص مستقل أرى أن هذه الاصطفافات ربما تقود العالم إلى حرب نووية مدمرة تدمر جميع شعوب أوروبا وروسيا وامريكا بدون اي مبرر، يفترض على الدول الكبرى تقاسم العالم فيما بينهم، من مصلحة شعوب العالم وجود تعدد في القطبية في قيادة العالم وعدم انفراد دولة عظمى واحدة في التسلط على رقاب البشرية على كوكب الأرض.
بالنسبة للعالم العربي فلا قيمة له بعد أن سيطرت دول الرجعية العربية على القرار العربي بعد هزيمة وإسقاط الأنظمة القومية العربية التي كانت توالي السوفيت سابقا، دول الرجعية العربية الممثلة في السعودية وغالبية دول الخليج هم أدوات تمويل حروب الناتو الباردة والساخنة وعليهم تقع فاتورة دفع تكاليف الحرب وكل ماقيل أن دول الرجعية العربية ترفض الانجرار خلف العربة الغربية محض كذب، دول الرجعية العربية عملاء الاستعمار القديم والحديث وينفذون الأدوار المرسومة إليهم بدون أي تأمل وحسابات وهم لم ولن يفكروا في شيء اسمه المصلحة الوطنية للشعوب العربية ولو هم فعلا أصحاب قرار لما انفردت أمريكا في السيطرة على العالم، أموال البترول الخليجي كانت ولا زالت جزء من حروب الناتو الباردة والساخنة، إغراق السعودية ودول الخليج الأسواق العالمية بالبترول طيلة ثمانين عاما كانت تستهدف الأضرار في السوفيت ومعسكرهم المنتج للبترول، بزمن كانت أمريكا تستورد البترول، في عام ٢٠١٩ أصبحت أمريكا تصدر يوميا أكثر من ١٢ مليون برميل من النفط وبذلك خلصت دول العالم المنتجة من الخنجر السعودي الذي كان يغرق الأسواق العالمية بالبترول لخفض أسعار بيع البترول، لا توجد سيادة ولا قرار سياسي مستقل في دول الرجعية العربية، والدليل شنوا حربهم على اليمن والتي تجاوزت السبع سنوات، قرار شن الحرب على اليمن قرأه سفير السعودية في واشنطن الجبير أعلن انطلاق الحرب ضد اليمن، في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات من مقر السفارة السعودية في واشنطن.
لولا دخول أمريكا سوق المصدر الأول للبترول بالعالم لما رأينا قول الإعلام السعودي إن السعودية ملتزمة في التزامها بتصدير حصتها وعدم زيادة الإنتاج المتفق عليه في أوبك،أحداث أوكرانيا رفعت أسعار البترول في وقت العالم اتجه نحو الطاقة البديلة وحسب الدراسات تحتاج دول أوروبا والصين مدة عشر سنوات تنتهي اعتماد تلك الدول على البترول في الطاقة ويكون الاعتماد على الطاقة المستدامة، نحن نعيش في الغرب أصبحت إنارة شوارع المدن ومداخل العمارات السكنية تعتمد على الطاقة الشمسية، لم نسمع بهذا الكلام وإنما نراه بعيوننا كذلك شاهدنا دخول السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية وبكثرة، نلاحظ وجود السيارات ونشاهد وجود شاحنات مخصصة في أماكن توقف السيارات تقوم بشحن بطاريات السيارات الكهربائية، نتكلم بما نشاهده ونراه وليس بالسماع أو قال فلان وعلان ……الخ.
شر البلية ما يضحك احد المستكتبين من جزيرة نجد يقول ( المضحك أن إدارة بايدن التي لم تقصّر في هزّ الثقة مع الحلفاء العرب التقليديين في الشرق الأوسط، على رأسهم السعودية، وغذّت مشاعر سيئة ضد الرياض، تعود اليوم مباشرة أو غير مباشرة لتخطب ودّ الرياض، وتحاول إدراجها في حربها الروسية).
شر البلية ما يضحك، هل تريد تخدع الآخرين، وهل السعودية تملك قرار مستقل ولو كانت تملك قرار مستقل لما شنت حرب ضد اليمن استنزفت الموارد البشرية والمالية، لحد اليوم الطيران السعودي شن أكثر من ٢٧٥٠٠٠ غارة جوية كل غارة في أربع صواريخ لوصل عدد الصواريخ مليون صاروخ طائرة، كم قيمة الصاروخ المادية، لا يقل سعر الصاروخ الذكي عن نصف مليون دولار.
اغرب نكتة يقول هذا المستكتب أن السعودية نجحت من زلال حربين عظميتين، في القرن العشرين، الحرب العالمية الأولى ثم الثانية، في حين حصدت هذه الحروب الهائلة إمبراطوريات مثل النمساوية والعثمانية والروسية القيصرية، وملكيات مثل الهاشمية بالعراق والعلوية في مصر. حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلاعقل له، الحرب العالمية الأولى كان قادة العالم العربي السني من مفتي مكة شريف علي إلى عبدالعزيز سعود مؤسس الدولة الوهابية جزء من معسكر بريطانيا فرنسا ولولا خيانتهم لما سقطت الدولة العثمانية ولما تجزأت تركة الدولة العثمانية، كلام هذا الكذاب يمكن يصدقه الناس في غابات أفريقيا لكن لا يصدقه أي مثقف عربي واعي، اصطفات آل سعود وأبناء وأحفاد شريف علي مثل فيصل الأول والملك عبدالله الاول ملك الأردن لم تكن مصادفة ، بل هو منهج سياسي قديم وحديث ووضع ملامحه المؤسس عبد العزيز وكذلك شريف علي وأبنائه ولازال الملك الأردني الحالي عبدالله الثاني يسير على نهج جده شريف علي الذي تعاون مع الانكليز والفرنسيين.
في وقت كان الشيعة ومراجعهم يقاتلون للدفاع عن الدولة العثمانية في العراق والشام واليمن كان عبد العزيز يحضر مع الإنجليز إلى عقد معاهدة العقير مع بريطانيا عام 1915 وكانت البداية على تسليم عبدالعزيز الجزيرة العربية ووقع على تعهد في وزارة الخارجية البريطانية انه لايمانع أن يعطي كل فلسطين إلى اليهود المساكين كما هو مثبت بتوقيع خطة في وثائق الخارجية البريطانية التي تم السماح لنشرها بعد مضي مائة عام عليها، وفي عام 1927 اعترفت بريطانيا اعترافاً رسمياً مطلقاً بالاستقلال التام لدولة عبد العزيز، ماتراه اليوم في السعودية وبقية إمارات الخليج التي صنعها الاستعمار السير على نفس النهج الأولي في خدمة الاستعمار ومشاريعه، التقارب السعودي نحو الصين والهند ليس لوجه الله وإنما بقيت الصين والهند اكثر الدول استهلاك للبترول بالعالم، كان البترول السعودي والخليجي يباع بالدرجة الأولى إلى أمريكا الآن أمريكا تصدر أكثر من ١٢ مليون برميل فلم يبقى سوى سوق الصين والهند لشراء بترول الخليج والشرق الأوسط وايضا دخلت روسيا على الخط لبيع البترول والغاز الروسي إلى الصين والهند، علاقات دول الرجعية العربية مع دول أمريكا والناتو علاقات ذيلية وليست علاقات متكافئة.

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

كيان العدو يُقـر بهزيمته في غزة ولبنان؟!

 د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *