عقوبات غربية عالمية ضد روسيا وليس ضد بوتين

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

المتابع للأحداث أن العقوبات الغربية تستهدف روسيا كدولة ولم تستهدف شخص الرئيس بوتين نفسه، عقوبات تجاوزت كل الحدود وصلت إلى طرد طلاب روسيا من الجامعات الغربية، بل وصلت الحالة طرد أستاذ جامعي من إلقاء محاضرة له في جامعة أوروبية، حيث وصلت الوضعية إلى وضع همجي متخلف، جامعة ميلانو المرموقة اتخذت قرار بإلغاء سلسلة المحاضرات التدريسية التي كان من المزمع أن يلقيها الكاتب المعروف باولو نوري حول الكاتب الروسي فيدور دوستويفسكي، الذي كان صدر له مؤلف ضخم العام الماضي تحت عنوان (السيرة المذهلة التي ما زالت تنزف).
وكان نوري، الذي وصف قرار إدارة الجامعة بأنه عودة إلى نظام محاكم التفتيش، ظهر باكياً على شبكات التواصل وهو يقرأ الرسالة التي تبلغه فيها الإدارة بإلغاء محاضراته، تحول الكاتب دوستويفسكي إلى ضحية غير متوقعة لحرب أوكرانيا، العقوبات باتت سيف مسلط على رقاب المواطنين، حيث تمت مصادرة أموال المواطنين الروس الذين يقيمون في الدول الغربية،
الرئيس الأميركي جو بايدن، وصف العقوبات بالمؤلمة ضد روسيا، الهدف ليس الضغط على الإدارة الروسية لوقف تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، بل اصل الصراع في أوكرانيا ليس الروس والاوكران بل بسبب تدخل الناتو الذي جعل أوكرانيا ساحة لحروب الناتو مع روسيا على حساب الشعب الأوكراني،
بعد سقوط المعسكر الشرقي وتشكيل السوفيت أصبحت هيمنة العالم الغربي لدول الناتو على الحركة والتبادل المالي من خلال البنوك الغربية، اتصالات الإنترنت تملكه أمريكا، بل حتى الأمم المتحدة باتت تحت سيطرة الناتو، ولم تسلم العقوبات حتى الفن والرياضة وحركة تنقلات المسافرين، ما حدث يعني كل دولة لايرغب بها الناتو يكون مصيرها الحصار ومعاقبة الدول التي تتعاون مع الدول التي تتعاون معها. كل من لم يقبل عليه الناتو يكون عرضة لهذه العقوبات الفظيعة.
حملة نبذ روسيا بسبب أنها تغزو دولة أوكرانيا، لاتنطلي إلا على السذج والجهلة، القضية ان ماحدث نوع جديد من الحروب العالمية، بعد دخول السلاح النووي بات من المستحيل تتقاتل الدول النووية فيما بينها بشكل مباشرة وإنما حروب نفوذ واسقاط أنظمة دول موالية لهذه الدولة الكبرى أو تلك، حروب اقتصادية، تهديد الدول الضعيفة في ابتزازها، الحملة ضد روسيا وتصويرها الشر المطلق فاقت الحملات السابقة ضد ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، الواقع يقول أن روسيا اليوم ليست نازية ولا فاشية، إنما روسيا دولة عظمى تريد لها حصة من هذا العالم لا أكثر.
في موقع روسيا اليوم كتب المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف (لا تهدف العقوبات الاقتصادية الشاملة لخنق الاقتصاد الروسي ببطء، خلال 5 – 10 سنوات، وإنما لتدميره تماماً الآن، في غضون بضعة أشهر. من الناحية الاقتصادية، تم تحديد مسار التدمير الكامل للدولة الروسية).
المحلل نازاروف أشار إلى (المذيعة الأميركية، أوبرا وينفري، التي ألقت بكتاب (الحرب والسلام) لمؤلفه الروسي ليو تولستوي من مكتبتها الشخصية).
يقول المحلل الروسي نازاروف( أتفق مع فلاديمير بوتين بأن كل العقوبات كانت ستفرض حتماً، وكل ما نلاحظه كان مقدراً أن يحدث بالضرورة، فقط كان سيحدث في أكثر اللحظات هشاشة بالنسبة لروسيا).
في خطاب القيصر الروسي بوتين الذي أعلن به بداية الحرب قال بكل الأحوال الغرب يفرض علينا العقوبات سواء حاربنا أوكرانيا او لم نشن حرب وقال بوتين كلمة مهمة ( ما الحاجة بنا إلى عالم ليس به روسيا).
كلمة بوتين تثبت أن الخيار النووي موجود على الطاولة الروسية إذا لم يتم فكّ الحصار عن الدولة الروسية عاجلا ام آجلا اذا ما تم تغير اسلوب تدخل الناتو في الصراع مع روسيا على أوكرانيا.
في الختام ربما هذه الأحداث تكون سبب يمكن روسيا ومعسكرها والصين والتي هي الهدف الثاني للناتو بعد روسيا المحافظة، في إيجاد وسائط للمحافظة على وجودهم من خلال إقامة معسكر لهم ويقومون في إيجاد وسائط اتصالات وبنوك وأسواق تجارية خاصة لهم وبلا شك تتبع معسكرهم الكثير من الشعوب المتضررة من الظلم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *