حليمة الساعدي ||
يبدو ان الحرب الروسية الاوكرانية جاءت رحمة للبعض ممن ابتلي بهم العراق فبينما الاعلام ومنصات السوشيل ميديا منشغلة باخبار هذه الحرب وتداعياتها تنفست الحكومة وبعض المنتفعين من هباتها صفقاتها وفسادها،
وراحو يكثفون الجهود في نهب مايمكن نهبه وسرقة مايستطيعون سرقته تحت جنح الليل العراقي الطويل الذي لا ندري متى ينقشع. ولم نعد نسمع من الاعلام الاهتمام بمواعيد دستورية لتنصيب رئيسا للجمهورية ولا اهتماما بتشكيل الحكومة او اقرار موازنة او التساؤل عن الهدر المالي الكبير على مشاريع وهمية ولا حتى التحقيق في عزل مدراء وتنصيب اخرين بل وحتى خبراء الاقتصاد والسياسة النفطية في العراق لم نسمع منهم تعليقا او تساؤلا عن الزيادة الكبيرة التي طرأت على اسعار النفط والغاز والتي تكاد تكون قد ارتفعت لحد الضعف.
المصيبة ان استضافة البرلمان لوزير المالية ومدير عام الموازنة التي تشغل منصب وكيل وزير في ذات الوزارة كانت استضافة خجولة وغير مجدية ولم تقدم لنا اجوبة على اسئلتنا والاجوبة التي قدموها غير مقنعة وغير مترابطة ولا اساس لها ومثال بسيط على ذلك جواب طيف على مصير الزيادة الكبيرة التي طرأت على اسعار النفط كيف سيتم التعامل معها كان جوابها بأن هذه الزيادة تم توظيفها لسد العجز المالي الذي تسبب به عدم ارسال الاقليم لواردات النفط المنتج والبالغة ٢٥٠ الف برميل يوميا وهذا الجواب غير صحيح وغير منطقي اذ ان العراق ينتج اكثر من ٤ ملايين وستمئة برميل يوميا وتم تثبيت سعر بيع البرميل الواحد في الموازنة بقيمة ٤٠ دولار للبرميل الواحد في حين انه وصل سعر البرميل اليوم ١٠٥ دولار للبرميل يعني ارتفع لاكثر من الضعف وبحسب السعر المثبت في الموازنه والبالغ ٤٠ دولار فكأننا اليوم نصدر حوالي( ١٠،٠٠٠٠٠٠) عشرة ملايين برميل يوميا فما قيمة ٢٥٠ الف برميل امام هذا الرقم.
يبدو ان وفد وزارة المالية الذي ترأسه علي عبد الامير علاوي قد ايقن بعدم امكانيات المستجوبين وان الاعضاء الجديد في البرلمان لايفقهون في الاقتصاد السياسي ولا الاداري شيء وتعاملوا معهم كمغفلين وكان هذا واضحا وباديا للعيان من النظر الى وجه علاوي وضحكات طيف الاستخفافية.
حكومة مريبة تشكلت بظروف مريبة ومارست نشاطها وادارتها للبلد بسياسات واساليب مريبة وبوزراء مريبين ومستشارين مريبين. تستحق بكل جدارة الحصول على لقب اسوأ حكومة عراقية على مر التاريخ.
لقد سئمنا كل هذا وحان وقت التغيير وعلى البرلمان الجديد ان ينتج لنا حكومة واضحة المعالم تتمتع بشيء من الشفافية لتضع حدا لمعانات الشعب الذي شبع شعارات وكلام انشائي بلا تطبيق الشعب لم يعد يتحمل ان يكون تحت مظلة من يقتل القاضي ويهب الحياة للمجرم والسارق والقاتل لم يعد يتحمل حكومة تغض الطرف عن القتلة والمجرمين وتمنحهم الحياة الرغيدة ليتمتعوا بما سرقوه ونهبوه خارج البلد..
ام الشريف والنزيه يسجن ويعذب ويجعجع او يقتل في ظروف غامضة. هكذا بدأ رجال الدولة يستغلون انشغال العالم بحرب الاتحاد السوفيتي المنحل.
ان العراق اليوم في امس الحاجة لاعادة ترتيب اوراقه.
وعلى الفرقاء السياسيين ان يلقوا بخلافاتهم وتقاطعاتهم خلف ظهورهم اكراما للعراق لأن الليل بدأ يطول واللصوص تتربص تريد به شرا وحراس العراق الامناء بدأت تتخطفهم يد الغدر تحت جنح الظلام وكلما زاد الخلاف بين كلما طال الليل وكثر الغدر وتسللت الخفافيش والضباع.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني