أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022، أن بعض قواتها في المناطق العسكرية المجاورة لأوكرانيا عادت إلى قواعدها بعد استكمال التدريبات، في خطوة من شأنها أن تخفف من حدة الخلاف بين موسكو والغرب، فيما تتجه الأنظار إلى زيارة مستشار ألمانيا لموسكو لبحث أزمة أوكرانيا.
وكالة “إنترفاكس” الروسية نقلت عن الوزارة قولها، إنه “بينما تستمر التدريبات واسعة النطاق في أنحاء البلاد، استكملت بعض الوحدات في المناطق العسكرية الجنوبية والغربية تدريباتها وبدأت في العودة إلى قواعدها”.
كانت روسيا قد حشدت أكثر من 100 ألف من قواتها قرب الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من غزو أوكرانيا، خاصة أن التدريبات المشتركة التي تجريها موسكو مع بيلاروسيا، بين 10 و20 فبراير/شباط 2022 تعني أن الجيش الروسي يطوق أوكرانيا تقريباً.
لكن في محاولة لإعطاء انطباع بالتهدئة، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، انتهاء بعض التمارين العسكرية، في حين تغذي هذه التدريبات عند الحدود الروسية-الأوكرانية وفي بيلاروس المخاوف من ارتفاع منسوب التصعيد.
يأتي إعلان روسيا عن عودة بعض قواتها لقواعدها، بعد ساعات من قول قناة CBS الأمريكية نقلاً عن مسؤول أمريكي، إن “صور الأقمار الصناعية تُظهر نقل الجيش الروسي وحدات مدفعية وقاذفات صواريخ إلى مواقع هجومية”.
فيما قالت شبكة CNN الأمريكية نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية، إن القوات الروسية دخلت مرحلة الإعداد النهائي لاستخدام خيار عسكري ضد أوكرانيا، وإنها نشرت قوات النخبة الأكثر احترافية قرب حدود أوكرانيا.
زيارة في وقت حرج
وسط هذه التطورات، يُنتظر وصول المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الثلاثاء، إلى موسكو بحثاً عن مخرج دبلوماسي لتجنب حرب في أوكرانيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قُبيل الزيارة حثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك موسكو على “سحب قواتها” من محيط أوكرانيا، وقالت في بيان إن “الوضع خطر للغاية ويمكن أن يتدهور في أي لحظة. علينا أن نغتنم كل فرص الحوار للتوصل إلى حل سلمي”.
اعتبرت بيربوك أن “مسؤولية خفض التصعيد تقع بوضوح على عاتق روسيا ويعود لموسكو سحب قواتها”.
كان شولتس قد حض الإثنين 14 فبراير/شباط 2022 خلال زيارة لكييف، روسيا على اغتنام “عروض الحوار”، وحذر المستشار الألماني من أنه في حال وقوع هجوم “عندها سنتحرّك وسنتّخذ إجراءات واسعة النطاق سيكون لها تأثير كبير على فرص التنمية الاقتصادية لروسيا”. وتابع: “هذا ما سأقوله في موسكو”.
الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي كان قد قال أمس الإثنين إن “عملاً عسكرياً قد يحصل في أي وقت”، أما نظيره في وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس فشدد على أن الولايات المتحدة لم تلحظ “أي مؤشر ملموس إلى خفض التصعيد”.
إلا أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبرا في محادثات هاتفية أمس الإثنين أنه لا تزال ثمة “فرصة للدبلوماسية” لحل الأزمة القائمة حاليا حول أوكرانيا.
كذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ ثمة “فرصاً” لحلّ الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، في رده على سؤال لفلاديمير بوتين على ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون.
أضاف الوزير أنّ فرص الحوار “لم تُستنفد (لكن) يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمّى”، مشيراً إلى أنّ موسكو “مستعدّة للاستماع إلى المقترحات المضادة الجادة”، وحتى “لمواصلة وتوسيع” تلك الفرص، واكتفى الرئيس الروسي بكلمة “حسناً” رداً على كلام لافروف.
يُشار إلى أنه بانتظار إحراز تقدم غير مؤكد على الصعيد الدبلوماسي، يحشد المواطنون صفوفهم في جنوب شرق أوكرانيا بالقرب من خط الجبهة مع انفصاليين مؤيدين للروس، استعداداً لهجوم محتمل.