انهم أقوياء بضعفنا

الشيخ محمد الربيعي ||

ان الملتفت الى مصادر القوى لشيطان و دول الاحتلال و الاستكبار ، و من لف لفهم ان محور قوتهم تنطلق من ضعفنا .
فإنَّ قوَّة الشّيطان و دول الاحتلال و الاستكبار تنطلق من ضعفنا ، كما هي الحال الآن في واقعنا السياسيّ في العالم ، فليس من الضّروريّ أنَّ أعداءنا من الشّياطين الكبار و الصّغار ، هم أقوى منّا ، صحيح أنهم يملكون القوّة ، و لكنّهم أقوياء بضعفنا ، فإذا قوينا و أخذنا بأسباب القوّة ، أمكننا أن نقف أمامهم وجهاً لوجه ، و لكنّنا نصنع الضّعف لأنفسنا ، و يصنعون القوَّة لأنفسهم ،فيسيطرون علينا من خلال سيطرتهم على نقاط الضّعف ، فالشّيطان ودول الاحتلال و الاستكبار لا يملك الحجَّة ، لأنّه ينطلق من الباطل .
فما هي أساليب الشيطان و دولة الاحتلال و الاستكبار ؟
[ لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ ] ، [ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ] ، [ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ ] ، و هو في يوم القيامة يعلن الخطّة التي اتّبعها في الحياة الدّنيا ، [ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَ عَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَ لُومُواْ أَنفُسَكُم ]، فالشَّيطان ودول الاحتلال و الاستكبار يقول :
لكم إنّني أكذب و حرفتي هي الكذب ، و أنا أخدع و أغوي ، فأنا كذلك طبيب التّجميل أجمّل القبيح و أقبّح الجميل ، فالشَّيطان ودول الاحتلال و الاستكبار متخصِّصين بالصّورتين معاً ، إذ إنّه وانهم لا يملكوا القاعدة و لا الحجَّة ، لذلك فإذا تسلّحت بمعرفة الحقيقة و هضمتها ، و حوَّلتها إلى جزء من ذاتك الثقافيّة و الفكريّة ، أمكنك أن تكتشف أسلوب و سوسة الشّيطان و دول الاحتلال و الاستكبار ، و أمكنك كشف أسلوب اللَّعب على الصّور و محاولة تغيير الصّورة فإذا خاصمكم الشّيطان ، فأقبلوا عليه بما تعرفون ، فإنّ كيد الشّيطان كان ضعيفاً ، فان قلت : و ما الّذي نعرفه ؟ نقول : خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عزّ وجلّ ، يعني اعرفوا الله في مواقع قدرته ، فإذا أراد أن يثير الوسوسة و الشكَّ في الله ، حركوا ثقافتكم كلّها فيما تعرفونه من أسرار خلق الله ، و من مواقع قدرته ، و وجِّهوها إليه فسيسقط.
اذن التحصيل الحاصل من شراكة الشيطان و الاحتلال من ناحية ، استغلال الضعف الذي متكون عندنا هو واحدة ، و لا يختلف الشيطان و ادواته من البشرية المحتلة ، من الناحية الوسوسة والاغواء ، واستغلال نقاط الضعف ليتخذها مصدرا لقوته ….
اذن علينا ان نتقوى عليه و عليهم بالايمان و العقيدة الصحيحة الصادقة ، و علينا واجب اخلاقي و شرعي ان نتوحد و نتفق .
نسال الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ العراق و شعبه

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *