مازن البعيجي ||
ذلك الطريق المرصّع بلآلئ دماء الخلود، دماء لم تخالطها ملوّثات الدنيا كما كانت فاتنة وبارعة في إسقاط الكثير، إلا أمة البصيرة والشهداء الذين كانوا أنقياء أتقياء كما وصفهم مولى الموحدين في خطبة المتقين:
(وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ وَلَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا ) .
على ذلك الطريق وعلى مدى انتشار عبق الشهادة، حيث يمر الغادون والرائحون ولابد من تعويذة شهيد تؤثر في مسيرهم والقدوم لتمنحهم جرعة من قوة، وعلى ثرى ذلك المصرع طريق كربلاء عبر مطار بغداد ياليتها تبنى القباب تشخص إليها الأبصار وتميل إليها الأرواح كمحطة تزودٍ لكل من نقصت همته وتضائل صموده، حدائق غنّاء ومزار كرامة على جانبي المصرع ونيشان الطفوف، هنا هنا على طريق المطار يوما ستعلوا للمتقين منارة تعانق الخلود وتعلق على جيد الشمس قلادة الوفاء يلمع ذهبها مع كل جديد صباح وعند انتشار خيوط شعاع شمس العراق.
( أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال ٤ .
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمت بنصر ..
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني