حالات التسمم في ميسان: تشكيك بالأسباب المتداولة وخبير يجزم بأن “المياه هي الفاعل”

أثارت حادثة تسمم أكثر من 200 شخص في ميسان يوم أمس، واليوم الاثنين أيضاً، تساؤلات مشككة في مواقع التواصل الاجتماعي، تتخطى السبب المعلن لحالات التسمم، وهو تناول “الفلافل” من مطعم شعبي.

وحتى الآن، استقبلت مستشفى الصدر في ميسان 268 شخصاً مصاباً بالتسمم الغذائي، بينما توفي شخص واحد للسبب ذاته وقد هاجم أشخاص من عائلته مطعم “العطشان” الواقع في شارع نعمة الريفي وسط العمارة، بعدما أشيع أن الضحايا تسممّوا بعد تناول “الفلافل” التي يقدمها.

ومساء أمس، أغلق جهاز الأمن الوطني ودائرة الصحة في ميسان، المطعم هذا، ودخلت الدائرة الصحية في حالة طوارئ لاستقبال المزيد من الضحايا، بعدما أخذت عينّات من حبات الفلافل وكل المواد الغذائية التي يقدمها “العطشان” لفحصها مختبرياً.

وجرى تداول القصة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس وحتى اللحظة، وانقسمت الآراء بشأن الأسباب وعلّق العديد من سكان ميسان على الحادثة، فيما أعلنت سلسلة مطاعم باسم ذاته تعمل في بغداد أن هذا المطعم ليس عائداً لها وأنها ستقاضي مالكه قانونياً لاستخدامه الاسم التجاري دون رخصة منها.

تشكيك على مواقع التواصل

وبدا بعضهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، مقتنعاً بأن تكون “الفلافل” مسممِّة فعلاً، وذهاب قسم منهم إلى نظرية المؤامرة كأن يكون أحدهم وضع “سماً أو مبيداً للحشرات” في خليط “العنبة” الذي يقدمه المطعم ويضع الزبائن الكميات في السندويتشات حسب ما يرغبون، ضمن ما وصفوه بـ”حرب الأرزاق”، وبدا بعضهم ساخراً وهو يقول إن هناك حرباً بين مطاعم “الكباب” و”الفلافل”.

في المقابل، طرح العديد من الأشخاص، وبينهم من يسكن في ميسان، أسئلة مشككة، مثل واقعية أن يتناول أكثر من 200 شخص “الفلافل” من مطعم واحد في يوم واحد، أو أصلاً قدرة المطعم على توفير الطعام الكافي لهكذا عدد خاصة مع صغر حجمه الذي بدا واضحاً في الصور المتداولة على مواقع التواصل.

كما تساءل آخرون، ضمن الإطار ذاته، عن سبب هذا الإقبال على زيارة هذا المطعم بالذات خلال ساعات محدودة، والرغبة المتزامنة لذلك العدد من الناس في تناول “الفلافل”، وقالوا إن هناك حالات تسمم سُجلت في مناطق بعيدة عن المنطقة التي يقع فيها المطعم، وبعضها أقضية نائية، ولأشخاص متفاوتين في العمر وادعى بعضهم إن أطفالاً صغار تسممّوا أيضاً، جازمين بأن “المياه هي السبب”.

“تناولت وجبة عنده ولم أصب بشيء”

وفي حديث لاحد الأشخاص، تناول “الفلافل” من مطعم “العطشان” قبل شيوع نبأ حالات التسمم بوقت قصير، واكتفى بذكر اسمه الأول “ضرغام”، قائلاً: “تناولت وجبة في هذا المطعم، وكانت لذيذة. لم يكن أحد هناك يرتدي كمامات أو قفازات طبية، وأنا منهم. لم أصب بأي شيء بعدها أو أشعر بأعراض مرضية”.

“أجزم أن المياه هي السبب”

معروف أن مياه الإسالة الواصلة إلى المنازل في ميسان “غير صالحة للشرب” ويعمد السكان إلى شراء المياه المعقمة المعروفة شعبياً بـ”RO“، وميسان أيضاً تضم حقول وآبار نفط كثيرة.

“وفي حديث لخبير المياه تحسين الموسوي، هناك مشاكل في المياه، والأمراض الناجمة عنها ليس بالضرورة أن تظهر مباشرة، فبعضها يتراكم في الجسم، في قبالة حالات الطفح الجلدي والمغص المعوي التي تكون شديدة وظاهرة”.

ويضيف، أن “العراق الآن يمر بموسم جفاف حاد جداً، وهو الأقسى منذ 70 – 80 عاماً، إضافة إلى مشكلة فقدان وحدات المعالجة (لمياه الشرب). والجفاف يسبب حالات تسمم. أنا أجزم أن ما يحصل في ميسان من حالات تسمم سببه المياه، وننتظر التقرير الصحي لتحديد الأسباب، وربما يظهر أن السبب هو مخلفات نفطية”، مبيناً أن “مناطق أسفل بغداد تتعرض لخطر مشاكل المياه هذه، ويزداد الوضع سواءً كلما اتجهنا نحو الجنوب والفرات الأوسط”. انتهى م4

شاهد أيضاً

المشهداني يهنئ بنجاح عملية التعداد العام للسكان

هنأ رئيس رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، اليوم السبت، بنجاح عملية التعداد العام للسكان. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *