على مدى 4 آلاف عام احتفظ نسيج الكتان من زمن مصر القديمة بميزات ميكانيكية لافتة. هذا ما خلصت اليه دراسة نشرتها مجلة “نيتشر بلانتس” داعية إلى زيادة استخدام هذه الألياف في المواد المركبة.
وأشارت الدراسة الى المعارف التي كان يتمتع بها المصريون القدماء، معتبرة أنهم كانوا يجيدون استخلاص ألياف الكتان بطريقة تجعل من الممكن الحصول على خيوط شديدة النقاوة والتي من الصعب جدا إعادة إنتاجها حتى بالوسائل المتاحة اليوم.
وقال مهندس البحوث في معهد دوبوي دو لوم آلان بورمو: “فوجئنا بخصائص مماثلة للألياف بعد أربعة آلاف عام من الزمن، وبالكاد يوجد أي اختلاف في الأداء الميكانيكي”.
هذه النتيجة توصل اليها فريق الباحثين من خلال مراقبة الألياف بأحدث الوسائل من المجهر الإلكتروني إلى التصوير المقطعي وهي تقنية فحص الأنسجة بالأشعة السينية من خلال الرنين المغناطيسي النووي.
وأجرى الفريق الذي استعاد عينات صغيرة من أنسجة أخرى أقدمها عمره خمسة آلاف عام مجموعة كاملة من الاختبارات لمقارنة مقاومة هذا النسيج والحفاظ على بنيته بهذه الخصائص عينها في نسيج الكتان الحديث.
واضاف بورمو: “تحليل الألياف القديمة يهدف إلى تطوير مواد أكثر كفاءة في زمننا الحالي. ألياف الكتان تتمتع بأداء مواز للألياف الزجاجية المستخدمة على نطاق واسع في الصناعة لكنها أخف بكثير. إضافة إلى ان لديها قدرة أكبر على الامتصاص مقارنة مع ألياف الزجاج أو الكربون”.
ويعود تاريخ هذا القماش الجنائزي ذو اللون البيج إلى فترة تراوح ما بين العامين 2140 و1976 قبل الميلاد.
وتُستخدم ألياف الكتان حاليا في عدد كبير من المواد المركبة لقطاعات السيارات والملاحة والفضاء. ولكن على الرغم من قدرته الكبيرة على تحدي الزمن لا يزال بعض المصنعين يخشون من فقدان هذا النسيج ميزاته على مرّ السنوات. انتهى م4
المصدر: وكالات