كشفت شركة فيسبوك مؤخرًا عن نظارتها الذكية الأولى Ray-Ban Stories. وتعتبر هذه النظارة أول منتج قابل للارتداء من الشركة يتم إنتاجه كميًا وبيعه على نطاق واسع.
وتستطيع النظارة الجديدة التقاط الصور والفيديو بما يصل إلى 30 ثانية. وتعتمد على كاميرتين تأتي كلًا منهما بدقة 5 ميجابيكسل. في حين أنها تسمح بمشاركة المحتوى الذي يتم التقاطه مباشرةً عبر فيسبوك، أو نقله للهاتف والتصرف فيه حسب رغبة المستخدم.
وتقدم النظارة مجموعة من الميكروفونات لالتقاط الصوت، إلى جانب أنها تأتي مع سماعتين مما يسمح للمستخدم بالاستماع للموسيقى أثناء ارتدائها.
تأتي النظارة بالتعاون مع شركة Rey-Ban، وكما يظهر من اسم المنتج ومن معظم الإعلانات فعلامة Rey-Ban التجارية تأتي في المقدمة حتى قبل فيسبوك.
وتعود ملكية علامة Rey-Ban التجارية لشركة Luxottica والتي تحتكر صناعة النظارات. في حين أنها تأتي بسعر 299 دولارًا أمريكيًا. وهو سعر قد يراه البعض مناسب، ويراه البعض الآخر مرتفع بالنسبة لنظارة.
وتسوق فيسبوك نظارتها بأنها منتج مثالي “للاحتفاظ بالذكريات”. وبشكل عام، تتعرض فيسبوك لانتقادات كثيرة بخصوص الأمان والخصوصية. وحسبما وُصف الأمر من طرف بعض الصحافيين فإن فيسبوك تعتبر المستخدم منتجها الرئيسي، وتنتفع بمعلوماته وبياناته حتى تلك الشخصية.
وتعرف فيسبوك معلومات كثيرة فعلًا عن كل مستخدم. وهو أمر يظهر حتى ولو بصورة بسيطة ضمن خاصية الذكريات “Memories”. والتي ومن خلالها يريك التطبيق منشوراتك وصورك التي قمت بنشرها على المنصة سابقًا.
ويمكن لنظارة Ray-Ban Stories أن تلعب دورًا هامًا في مجال ميتافيرس. خصوصًا مع اهتمام الشركة الكبير بهذا المجال. كما أن الشركة قد تستخدم هذه النظارة لاستشعار مدى اهتمام المستخدمين بالنظارات الذكية عمومًا، قبل أن تبدأ في تطوير نظارات واقع افتراضي بالاعتماد على علامتها التجارية Oculus.
وبالعودة للحديث عن مخاطر الأمان والخصوصية لنظارات فيسبوك الذكية فسنجد أنها فعلًا كثيرة. حيث إن أي مستخدم يرتدي النظارة سيكون قادر وبضغطة زر على التقاط صور سريعة أو فيديوهات قصيرة لأي شيء يقع أمام عينيه.
وهنا يمكن لأي منا أن يتخيل مجموعة كبيرة من السيناريوهات التي تشكل خطورة على ملايين البشر. يمكن لمرتدي النظارة أن يلتقط صورًا في أماكن خاصة مثل غرف تغيير الملابس في النوادي الرياضية، أو أن يلتقط فيديو قصير لشخص يستخدم ماكينة صراف آلي ليعرف رقم بطاقته السري.
زودت الشركة نظارتها الذكية بمؤشر LED يضيء عند التقاط الصور والفيديوهات. لكن بدون شك يمكن لأي مستخدم حتى ولو كان غير محترف أن يخفي هذا المؤشر، وتزداد الخطورة عند استخدام هذا المنتج من طرف مبرمجين أو أشخاص قادرين على التعامل مع الأجهزة الذكية. حيث يمكنهم أن يعدلوا على نظام التشغيل المدمج فيه.
يمكن أن يتم التحكم في النظارة من خلال الأوامر الصوتية. وهذه الخاصية في حد ذاتها تتيح للمستخدم أن يلتقط صورة فقط بتحريك شفتيه.
وهو ما يعني أن المحيطين به لن يلاحظوا حتى لمس المسخدم لنظارته الذكية. وبالفعل فقد نجحت Katie Notopoulos من موقع BuzzFeed News في أن تخفي إضاءة مؤشر LED تمامًا عند استخدام النظارة.
وفي تجربة لاستخدام النظارة نجحت الصحفية Joanna Stern من WSJ في التقاط صور لأكثر من عشرين شخص دون أن يلاحظ أيٍ منهم ذلك.
وبهذا تشكل النظارة خطرًا كبيرًا على أي شخص يمر من أمامها، ناهيك عن الخطر الذي تشكله على مستخدمها نفسه، والذي تجمع عنه كم ضخم من المعلومات في كل دقيقة. انتهى