أصيب عشرات المقدسيين مساء امس بجروح مختلفة خلال المواجهات التي اندلعت مع وقوات الاحتلال الصهيوني في مختلف أحياء مدينة القدس المحتلة.
وتركزت المواجهات في المناطق المجاورة للبلدة القديمة من القدس المحتلة، حيث تصدى مقدسيون لجنود الاحتلال ومسيرة للمستوطنين تجمع خلالها مئات المستوطنين وحاولوا الاعتداء على المواطنين.
وتعد هذه المواجهات هي الأعنف في الاعتداءات التي تنفذها شرطة وقوات الاحتلال بحق المقدسيين منذ سنوات، حيث تحولت المدينة، وتحديدا منطقة باب العامود، لساحة حرب نفذت خلالها قوات الاحتلال أبشع الاعتداءات على المواطنين والمصلين العزل.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بوقوع 78 إصابة خلال مواجهات قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة، تم نقل 15 إصابة منها للمستشفى، لافتة إلى أن جميع الإصابات وصفت ما بين متوسطة وطفيفة.
كما تم معالجة عشرات الإصابات ميدانيا، في حين أصيب عشرات بالرضوض والإغماء جراء المياه الكيميائية العادمة التي رشتها قوات الاحتلال على المقدسيين الخارجين من صلاة التراويح.
في حين اكتفت بإبعاد المتطرفين الصهاينة من باب العامود دون الاعتداء عليهم رغم أنهم اعتدوا على عدد من المقدسيين.
وانطلقت المواجهات من منطقة باب العامود، الذي حولتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، حيث أغلقت مداخلها ومخارجها والساحة المحيطة بها بالحواجز الحديدية، وانتشر مئات الجنود من جيش الاحتلال واعتدوا على المقدسيين.
وقد تجمع المئات من المستوطنين المتطرفين بالقرب من باب العامود تمهيدا لاقتحامه والاعتداء على المواطنين المقدسيين، وذلك بدعوة من المنظمات الصهيونية المتطرفة، التي حرضت على الاعتداء على المقدسيين بالضرب.
وامتدت المواجهات إلى باب الساهرة، حيث اعتدى جنود الاحتلال على المقدسيين المتواجدين في شارع السلطان سليمان وشارع نابلس، وقام أفراد من شرطة الاحتلال باستهداف المقدسيين من أحصنة كانوا يركبونها وتسببوا برضوض لعدد من المواطنين.
وعبرت رئاسة السلطة الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما يقوم به المستوطنون والجماعات المتطرفة بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت السلطة أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر.
وناشدت المجتمع الدولي لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير.
بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني، سوى المقاومة لحماية وجودنا والتصدي للمخططات الإرهابية والعدائية الصهيونية التي تستهدف الأرض والمقدسات.
وأكد شهاب، أن الاحتلال لن يرى الاستقرار في ظل إصرار المقدسيين على مواجهة الاحتلال والمستوطنين، داعيا لتصعيد الانتفاضة والمواجهة في وجه الاحتلال.
ودعا لاستمرار الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى والصمود في الشيخ جراح وباب العامود وكل أحياء القدس التي ستبقى عنوان كل مواجهة.
وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الثورة التي يخوضها الشباب في القدس ضد الاحتلال وتصديهم البطولي لإرهاب المستوطنين، تأكيد على قدرة الفلسطيني تحدي إرادة المحتل وكسرها، واستعداده للتضحية دفاعاً عن هوية القدس.
من جانبها، قالت الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إنه ورغم كل إجراءات الاحتلال أدى نحو 70 ألف مقدسي صلاة التراويح داخل باحات المسجد الأقصى متجاوزين كل حواجز الاحتلال التي حاولت التقليل من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.
انتهى .