دعونا نختلف..ولكن..!

عيسى السيد جعفر

لو حاولنا أن نتقصي أسباب وخلفيات الاختلافات بين البشر بأنواعها العقائدية والعقلية والثقافية والنفسية والنفعية والذرائعية لما استطعنا أن نحيط بها قط، بل على العكس ربما سيؤدي بنا البحث إلى الدخول في إختلافات جديدة نتيجة التنازع على التوصيف والأولويات!

وهنا من المهم أن نثبت حقيقة لا يمكن القفز فوقها، هي أنه وبعيدا عن الأستبداد بالرأي وثقافته، سنجد غالبا لأوجه الاختلاف منطقيتها ومسوغاتها، وسندرك أننا سنكون قد ضللنا الطريق إذا ننزع إلى سياقات الخيانة والمؤامرة والبلادة والحماقة والجمود والرجعية وما شئت من عناوين بعد. وذلك كي نعلل إختلافاتنا..

 إنه أثم كبير نرتكبه بحق أنفسنا قبل غيرها، أذا أستمرينا في أشاعة ثقافة التأثيم في صفوف بعض الناس في تقدير أو تقويم مخالفيهم من الأشخاص أو الهيئات أو الأفكار الفزعة المباشرة إلى الاتهام بالعمالة تارة لهذه الجهة أو تلك على المستويات الإقليمية أو الدولية على حد سواء..

وهكذا فإن من طبيعة البشر أن يكونون مختلفين لكن على مبداية: شراب سائغ طعمه مختلف ألوانه!..اي أن يكون الأختلاف مقبولا وحترما ومتفاعلا ولا يؤدي إلى القطيعة..إختلاف سائغ الطعم ليس مرا حنظلا كطعم الإختلافات السياسية التي تشهدها ساحتنا العراقية..

في حالتنا وعلى الرغم من قلة خبرتنا في التعددية والديمقراطية، لأننا منذ 1400 عام على الأقل كنا تحت حكم ديكتاتوري دائم ..

الآن وحين نتحدث عن مجتمع تعددي ديمقراطي، فإن من أبسط قواعد هذا المجتمع أن نجد فيه للمخالف على كل صعيد مقعدا محترما يليق بشريك وطني. والمخالف هنا شخص أو هيئة أو عقيدة أو فكرة.

شاهد أيضاً

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *