كثيراً ما يتم الحديث عن فوائد النباتات على البيئة بصورة عامة، إلا أنَّ شجرة الكاربس بمثابة قنبلة موقوتة تهدد البيئة بشكل عام وتضر بالإنسان والبنى التحتية بشكل خاص. وأثبتت الدراسات أنَّ أضرار هذه الشجرة أكثر من فوائدها، وأنَّ الاستمرار بزراعتها يهدد البيئة العراقية بصورة كبيرة.
وقال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية باسم الغرابي، إنَّ “مشكلات شجرة الكاربس بدأت في العام 2003 خصوصاً في بعض دول الخليج وأبرزها الإمارات والسعودية حتى بدأت بلدياتهم برفع هذه الأشجار لما تشكله من أضرار على المياه الجوفية والبنى التحتية” . وتابع أنَّ “هذه الشجرة ذات جذور سطحية تمتد إلى مسافات وتدمر شبكات المجاري والصرف الصحي والبنى التحتية، ولا تصلح زراعتها داخل المدن، لذا من المفترض أن تزرع كمصدات أو كحزام أخضر على محيط المدن وخارجها.”
ولفت، إلى أنَّ “العراق حتى الآن لا يمتلك تعليمات أو قوانين لمنع استيراد هذه الشجرة، وأنَّ المشكلة الأساسية لهذه الشجرة هي بسرعة نموها وتحملها للظروف المناخية القاسية فضلاً عن تحملها للجفاف واستهلاكها الكثير للمياه الجوفية” .
وأكد الغرابي، أنَّ “اللجنة مستعدة لتشريع قانون يمنع استيراد النباتات الضارة كالكاربس، وينبغي على وزارة البيئة مخاطبة اللجان المعنية لكتابة فقرات معينة لصياغتها كقانون.”
واتضح أنّ هذا الشجرة ينتج عنها ضرر بالغ على صحة الإنسان من ضمنها أنها تسبب الكثير من المشكلات على الجهاز التنفسي وذلك عند انتقال حبوب اللقاح من مكان إلى آخر في الجو؛ لهذا السبب كان لابد من أن يتم القلق من زراعة مثل هذه الأشجار في المدن والأماكن التي يتواجد بها الإنسان.
وقالت الخبيرة بمجال البيئة إقبال لطيف انَّ “من أبرز الأضرار التي تسببها هذه الشجرة هي امتصاصها للمياه الجوفية، فضلاً عن امتداد جذورها إلى أعماق التربة والتي تؤثر بشكل كبير في نوع التربة وجيولوجيتها، إذ تتولد ارتفاعات وانخفاضات بالتربة بفعل امتداد الجذور” .
ولفتت، إلى أنَّ “هذه الشجرة تعتبر من البيئات الطاردة للطيور، فهي تمنع الطيور من بناء أعشاشها فوق أغصانها فهي تعتبر مضرة أيضاً في مجال التنوع البيئي، كما أنَّ العراق كان من الدول التي وقّعت في العام 2017 من بين مجموعة من الدول على عدم زراعة هذه الأشجار” .
وتابعت، أنَّ “أمانة بغداد منعت زراعة هذه الشجرة إلا أنَّ هذا المنع لم يتضمن إجراءً قانونياً رادعاً للمخالفين، فيجب أن يتم تفعيل قانون الرقابة البيئية، لأننا حتى الآن نجد مجموعة من الأهالي يستمرون بزراعة هذه الأشجارة وأي شجرة تثبت أضرارها على البيئة”، وفقا للصحيفة الرسمية.