بعد 46 ألف عام من السبات تحت التربة المتجمدة في سيبيريا، نجح علماء في اكتشاف أنثى دودة أسطوانية وأعادوها إلى نشاطها الطبيعي، بل تمكنوا من تحفيزها على التكاثر.
وبحسب جامعة هاواي الأميركية، أمضت الدودة عشرات الآلاف من السنين في حالة تعرف علميا باسم “السبات” وهي:
حالة “لا أيضية” يدخلها الكائن الحي استجابة لظروف بيئية صعبة، مثل الجفاف أو التجمد أو نقص الأكسجين.
تتوقف خلالها جميع العمليات الحيوية القابلة للقياس، وبالتالي يتوقف التكاثر والتطور.
عندما تعود الظروف إلى طبيعتها، فإن الكائن يمكن أن يعود من جديد إلى حالته كما كانت قبل السبات.
وتمكن العلماء من إعادة الدودة إلى نشاطها وقدرتها على الإنجاب من خلال عملية تسمى “التولد العذري”، وهو مصطلح يشير إلى التكاثر من دون إخصاب.
وفي دراسة نشرت بمجلة “بلوس جينيتك” العلمية، قال الباحثون بعد تحديد تسلسل جينوم الدودة أي التسلسل الكامل لحمضها النووي، إنها تنتمي إلى “نوع غير موصوف”.
ويقدر عالم الأحياء هولي بيك أن هناك الملايين من أنواع الديدان الأسطوانية التي تعيش في بيئات متنوعة، مثل خنادق المحيطات والصحاري والتربة البركانية.
وقال ويليام كرو، عالم أمراض “النيماتودا” وهي آفة زراعية في جامعة فلوريدا، الذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن هذه الدودة يمكن أن تنتمي إلى نوع انقرض تقريبا منذ 50 ألف عام.
يشار إلى أن حقيقة أن الدودة بقيت على قيد الحياة طوال هذه الفترة الطويلة لا تشكل صدمة للعلماء، لأنهم توصلوا إلى اكتشافات سابقة مفادها أن الكائنات المجهرية، مثل الدودة التي تمت دراستها، يمكن أن توقف وظائفها الحيوية للبقاء حتى في أقسى الظروف.