السيد نصر الله عن حرب تموز 2006: أفشلت المشروع الأمريكي للمنطقة وأسست ميزان الردع

علي نور الدين ||

شكّل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الذكرى الـ 17 لحرب تموز عام 2006، مناسبةً لاستعراض العديد من المواضيع والقضايا المهمة، وكيف ينظر لها حزب الله، سواءً تلك المتعلقة بالمنطقة أو بلبنان، الذي يشكّل قطب الرحى فيها، في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

أبرز المواضيع والمواقف

_ بدأ السيد نصر الله خطابه بالحديث عن حادثة إحراق القرآن الكريم الأخيرة في السويد وهذه أبرز النقاط:

1)هدف الجهة التي خططت لهذا الأمر – الجاني على علاقة بالجهاز الموساد الإسرائيلي – هو إيجاد الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، والملفت كان في حجم بيانات الإدانة المسيحية كانت أحد أهم الأسباب التي منعت وقوع الفتنة.

2)التأكيد على أهمية التعبير عن الإدانة لأي إساءة للرموز الدينية بالوسائل المشروعة. وهذا ما يؤكد من جديد بأن موقف حزب الله بما يمثّله من منظومة سياسية، هو اعتماد الوسائل المشروعة فقط للتعبير عن رفض وإدانة أي إساءة قد تحصل في المستقبل، وبما لا يتسبب بحصول فتنة بين فئات المجتمع.

3)تشديده على أن الإدانات التي أصدرتها منظمتي دول التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية – بالرغم من أنها لا ترقى لمستوى آمال الشعبين العربي والإسلامي – إلا أنها ساهمت مع مواقف دول أخرى في العالم كروسيا، في دفع جهات دولية كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، الى إصدار إدانات، مع العلم بأن الجهتين الأخيرتين لا تصدران إدانات في حوادث مماثلة.

_ حرب تموز 2006 المصيرية في تاريخ لبنان والمنطقة، هي التي حددت وما تزال مصير لبنان والمنطقة: فبالنسبة للسيد نصر الله كانت الحرب إحدى الوسائل الأساسية لتحقيق المشروع الأميركي الكبير والخطير: “مشروع الشرق الاوسط ‏الجديد”.

هذا المشروع لو نجح حينها من خلال هذه الحرب – لأنه وفقاً للمعطيات الميدانية حينها كان المعسكر الأمريكي هو المتفوق عسكرياً في المنطقة (أكثر من 200 ألف جندي أمريكي في أفغانستان والعراق والقواعد العسكرية في المنطقة) – ‏كان ‏سيؤدي الى اعتراف كل دول المنطقة بإسرائيل ككيان ودولة، والى ضياع فلسطين وحقوق ‏الشعب الفلسطيني، ‏وضياع كل الأراضي العربية المحتلة، والى تكريس ‏الإسرائيلي قوة عظمى في المنطقة في ظل ‏هيمنة أميركية مطلقة.

وبالمقابل كان لانتصار المقاومة في لبنان دورها المساعد في انتصار المقاومتين الفلسطينية والعراقية. وهذه الانتصارات في ظل صمود كبير لسورية وللجمهورية الإسلامية في إيران، كل هذه العوامل أدّت لانتهاء المشروع ‏الأمريكي.

_ انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 هو الذي أسس لإنجاز ميزان ‏الردع، قوة ردع المقاومة، ومعادلة الردع القائمة بينها وبين الكيان المؤقت، بل ‏ويزداد ميزان الردع فاعلية وقوة، في مقابل تآكل ‏قوة الردع عند الكيان.

وهذا ما يعترف به كل الإسرائيليون بأن لديهم تآكل في الردع، ‏ليس فقط تجاه لبنان، بل تجاه غزة والضفة وجنين.‏

وهذا ما يؤكد عليه تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي الأخيرة، التي دعا فيها جميع القوى السياسية في الكيان، الى إبعاد جيش الاحتلال عن التحركات المعارضة، نظراً لواقع التحدّيات والتهديدات المحيطة بالكيان قائلاً: “هذه الأفعال تعتبر مكافأة لأعدائنا”، معلّلا ذلك بأن “أمننا في خطر”.

_معركة “بأس جنين”: أكّد السيد نصر الله بأن العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها قد فشل في تحقيق هدفه الرئيسي في استعادة الردع، بل وحصل العكس تماماً. بالرغم من أن الهجوم الإسرائيلي قد تمّ بألاف الجنود والضباط من قوات النخبة ونخبة النخبة، وعناصر كافة المؤسسات العسكرية والأمنية للاحتلال من شاباك وجيش، والذي شاركت فيه الدبابات ‏والمسيرات ‏والمروحيات.

وفي هذا السياق استعرض السيد نصر الله نتائج الاستطلاع الذي نُشر منذ أيام، معتبراً إياها ذات قيمة كبيرة، حيث أن “‏ثلثي ‏الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتقدون بأنه ليس فقط الضفة سيتم تحريرها بل يعتقدون أن هذا ‏الكيان ‏إلى زوال، ويرون ذلك في المدى القريب، هذا يعطي آمال كبيرة جدا وأفاق واسعة جدا لمواصلة المقاومة”.

_ أما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية: شدّد السيد نصر الله بأن الثنائي الوطني لا يريدان فرض رئيس ‏للجمهورية ولا تغيير في تركيبة النظام ولا تغيير بالدستور ولا تغيير بالطائف ولا فرض أي ‏خيار سياسي بالقوة ‏على أحد في لبنان، أياً تكن القوة التي لديهم أو قد تكون لديهم في المستقبل، بل خيارهم هو ‏المشاركة والتفاهم ‏والتعاون لأن لبنان لا يقوم إلا هكذا. ‏

كما فنّد السيد نصر الله الكثير من المزاعم والافتراضات والتحليلات الخاطئة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، والتي تحدّثت عن ضمانات يريدها حزب الله للمرحلة المقبلة، بالقول أن الحزب يطمئنه وجود رئيس قوي مؤمن بالمقاومة ويدافع عنها، كالرئيس السابق إميل لحود (خصوصاً ما قام به أثناء حرب تموز عام 2006)، وكالرئيس الأسبق ميشال عون، وكالمرشح الرئاسي سليمان فرنجية.

وعليه كل ما يُحكى من سيناريوهات وصيغ للحل، لا تتضمن وصول المرشح فرنجية الى هذا المنصب ستكون تلقائياً سيناريوهات وصيغ فاشلة.

شاهد أيضاً

اقتصادي: شعار “صنع في العراق” يحتاج إلى دعم مالي واستثمار حقيقي من أجل تعزيز الصناعة الوطنية

أكد المختص في الشأن الاقتصادي، صفوان قصي، أن شعار “صنع في العراق” لن يحقق تأثيراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *