حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد من العاصمة الخرطوم، أن السودان يقف على حافة ”حرب أهلية واسعة” مع استمرار الاشتباكات المشتعلة بين طرفي النزاع.
ودق غوتيريش ناقوس الخطر مساء السبت، محذرا من أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وانزلقت السودان إلى حالة من الفوضى بعد أشهر من التوتر بين قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومنافسه اللواء محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.
قال غوتيريش إن “هناك تجاهلا تاما للقانون الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، وهذا أمر خطير ومقلق”.
وقال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، في تصريحات متلفزة الشهر الماضي، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 3000 شخص وإصابة أكثر من 6000، لكن هناك توقعات بأن يكون عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 2.9 مليون شخص فروا من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان أو عبروا إلى البلدان المجاورة.
وبدد الصراع آمال السودانيين في الانتقال الديمقراطي السلمي بعد أن قادت انتفاضة شعبية الجيش إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019، فيما حولت الحرب الدائرة العاصمة الخرطوم ومناطق حضرية أخرى في أنحاء البلاد إلى ساحات قتال.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن العنف في المنطقة اتخذ بعدا عرقيا في الآونة الأخيرة، حيث ورد أن قوات الدعم السريع وميليشيات عربية تستهدف القبائل غير العربية في دارفور، وهو إقليم مترامي الأطراف، يتكون من خمس مقاطعات.
وفي الشهر الماضي، قال مني آركو مناوي، حاكم دارفور، إن المنطقة تتراجع إلى ماضيها المعروف بالإبادة الجماعية، في إشارة إلى الصراع الذي اجتاح المنطقة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
واجتاحت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة بلدات وقرى بأكملها في ولاية غرب دارفور، ما أجبر عشرات الآلاف من السكان على الفرار إلى تشاد المجاورة، فيما أفاد نشطاء بمقتل العديد من السكان واغتصاب نساء وفتيات ونهب ممتلكات وحرق أراضٍ.
في غضون ذلك، قالت مصر إنها ستستضيف اجتماعا يوم الخميس، للدول المجاورة للسودان، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، في بيان، إن الاجتماع يهدف إلى وضع آليات فاعلة” للمساعدة في إيجاد تسوية سلمية للصراع بالتنسيق مع الجهود الدولية والإقليمية الأخرى.