الشهيد خضر عدنان.. البطل الذي حارب ‘إسرائيل’ بأمعائه الخاوية

“إن لم تكن حسينيا على طريق الشهادة، فكن زينبيا وهذا طريق الإعلام وطريق التبليغ وهذا اقل ما نكون فيه للدفاع عن ارضنا وعن مقدساتنا وعن حقنا في الحرية العزة والكرامة”، هذا الكلام الذي لا يخرج الا من شخصية صاحبة بصيرة نافذة، وعقلية واعية تسترشد بالتاريخ وتستشرف المستقبل، هو لمفجر معركة الامعاء الخاوية في فلسطين المحتلة الشهيد الاسير الشيخ خضرعدنان.

كان واضحا منذ البداية ان زعماء الكيان الاسرائيلي اتخذوا قرارهم بالتخلص من البطل خضر عدنان، عبر قتله بطريقة ممنهجة، فبعد 86 يوما من الاضراب عن الطعام، والاهمال الطبي، إرتقى شهيدا، الا انه فضح بشهادته الكيان الاسرائيلي، و”قانونه” سيىء الصيت المعروف ب”الاعتقال الاداري”.

المعروف ان الاعتقال الإداري الذي يتستخدمه الكيان الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، هو اعتقال شخص ما بأمر من القادة العسكريين وبتوصية من المخابرات بعد جمع مواد تصنف بأنها سرية، من دون تهمة محددة ومن دون محاكمة، مما يحرم الأسير ومحاميه من معرفة أسباب الاعتقال، ويؤدي غالبا إلى تجديد أمر الاعتقال الإداري بحقه مرات متتالية.

الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة الاعتقال الإداري ،الذي استنسخه من الانتداب البريطاني، منذ احتلال الضفة الغربية وغزة عام 1967، وحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن سلطات الاحتلال استخدمت هذه السياسة بشكل متصاعد منذ السنوات الأولى لاحتلالها الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، وحتى اليوم.

يرى المراقبون إن شهادة الأسير الشيخ خضر عدنان، يجب أن تفتح الباب على مصراعيه أمام المؤسسات المعنية بحقوق الأسرى والمعتقلين، للكشف على السجون في الكيان الاسرائيلي، للتأكد من سلامة الأسرى، وكذلك لفتح الباب أمام المؤسسات الحقوقية لإلغاء أحكام التوقيف الإداري وإطلاق سراح كل الموقوفين إداريا.

ان جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان داخل معتقلات الاحتلال، يجب ان تكون حافزا لمنظمات حقوق الانسان، للمطالبة بتحويل ملف الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية، وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.

ان صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية، عن جريمة اغتيال الشهيد خضر عدنان، سيشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي، عبر الإهمال الطبي المتعمد والممنهج للاسرى الفلسطينيين، لاسيما ان الاحتلال الإسرائيلي، قام خلال الشهر الماضي بإعتقال 900 فلسطيني في الضفة الغربية فقط، بينهم 120 أمرة و17 طفلا، امام مرأى ومسمع العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية.

المعروف ان لجوء الاسرى الفلسطينيين المعتقلين اداريا للاضراب عن الطعام، كان وسيلة للاحتجاج على الاعتقال دون تهم محددة، وعلى الاهانات، وعلى الاهمال الطبي، وهي وسيلة ازعجت سلطات الاحتلال، لتأثيرها الكبير بين صفوف الأسرى، فمنذ ان اضرب الشهيد خضر عدنان إضرابه الأول عام 2011 وحتى إضرابه الأخير عام 2023 ، أضرب أكثر من 410 أسرى بشكل فردي في سجون الاحتلال حقق معظمهم انتصارات ضد الاعتقال الإداري، وهذا ما يفسر كلام ضابط المجموعة التي اعتقلت الشهيد لشيخ خضر دنان، عندما خاطب أبناء الشيخ قائلا “أبوكم يُحرك الضفة من شمالها لجنوبها بكلمة منه، سأجعله يموت في السجن”.

التطورات التي شهدتها فلسطين المحتلة خلال اليومين الماضيين، وحركة الاحتجاجات والاضرابات التي شهدتها مدن الضفة الغربية، والرد الحازم للمقاومة في غزة ، والمتمثل بقصف مستوطنات غلاف غزة، اثبتت ان الكيان الاسرائيلي، اخطأ هذه المرة ايضا، وهو خطأ سيكون ثمنه فادح لهذا الكيان، فدماء الشيخ خضر عدنان لن تذهب هدرا، والايام المقبلة ستؤكد هذه الحقيقة.

 

شاهد أيضاً

حرمان وعمالة وتعنيف.. أبرز ما كشفه مركز حقوقي حول الطفولة في العراق!

اعتبر المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن العمالة والتسرب والاتجار بالبشر والعنف الأسري والتغييرات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *