تمكن علماء الآثار من اكتشاف ثلاثة مواقع لمعسكرات رومانية محصنة في شمال الجزيرة العربية بمساعدة “خرائط غوغل”.
ويرجع باحثو جامعة أكسفورد تاريخ المعسكرات، لباي ان اكتشافها في صور الأقمار الصناعية التي تظهر الخطوط العريضة إلى عام 106 ميلادي، معتقدين أنها استخدمت أثناء احتلال معاد لمملكة الأنباط. وذلك لأن المعسكرات تسير في خط مستقيم باتجاه دومة الجندل في المملكة العربية السعودية، والتي كانت في السابق مستوطنة في شرق المملكة.
ويشير الدكتور مايكل فرادلي، الذي قاد البحث، إلى أنه لا يوجد أدنى شك في أن هذه المعسكرات استخدمت خلال الغزو قبل 1900 عام.
مضيفا: “إننا على يقين من أن الجيش الروماني بناها، بالنظر إلى شكل أوراق اللعب النموذجي للمعسكرات ذات المداخل المتقابلة على طول كل جانب. إن مستوى الحفاظ على المخيمات رائع حقا، لا سيما أنه ربما تم استخدامها فقط لبضعة أيام أو أسابيع. والاختلاف الوحيد الملحوظ بينهما هو أن المخيم الواقع في أقصى الغرب أكبر بكثير من المعسكرين في الشرق”.
ويعتقد علماء الآثار أن المعسكرات شيدت على الأرجح كمحطات دفاعية مؤقتة عندما كانوا يسيرون في الحملة.
وما يزال الفريق غير متأكد من سبب هذا الاختلاف في الحجم، وتكهن بأن القوة العسكرية ربما انقسمت إلى قسمين، وأحدها قضى في المعركة.
تُظهر هذه الصورة منظرًا لمشربية، وهي شرفة محاطة بزخارف خشبية منحوتة في العمارة الإسلامية التقليدية، في منزل بيت يكن التاريخي، في حي الدرب الأحمر في القاهرة، في 6 ديسمبر 2022. – سبوتنيك عربي, 1920, 27.02.2023
وقد يكون النصف الذي غادر الحملة بقي في أكبر مخيم للمساعدة في إعادة إمداد المعسكرات الأخرى بالمياه، بينما سار النصف الآخر إلى الأمام.
ويوضح الدكتور مايك بيشوب من جامعة أكسفورد، وهو خبير في الجيش الروماني: “هذه المعسكرات هي اكتشاف جديد مذهل ورؤية جديدة مهمة للحملات الرومانية في شبه الجزيرة العربية. وتُظهر الحصون والقلاع الرومانية كيف سيطرت روما على المقاطعة، لكن المعسكرات المؤقتة تكشف كيف استحوذت عليها في المقام الأول”.
وتظهر المعسكرات أيضا شكل ورق اللعب النموذجي للمعسكرات المحصنة الرومانية التي كانت الجيوش تستخدمها كقواعد دفاعية مؤقتة أثناء السير في الحملة.
وقبل هذا الاكتشاف، كان يعتقد أن غزو مملكة الأنباط كان سلميا نسبيا، لكن المعسكرات تشير إلى وقوع هجوم مميت مفاجئ.
واستولى الإمبراطور تراجان على الحضارة التي تركزت على مدينة البتراء في الأردن. وأراد استغلال طرق التجارة والموارد، مثل البهارات والبخور والنحاس.
ونظرا لأن المعسكرات تفصل بين 37 و44 كم (23 و27 ميلا)، كان من المستحيل على المشاة الوصول إلى المعسكر التالي في يوم واحد سيرا على الأقدام. لذلك، يعتقد العلماء أنها بنيت من قبل وحدة سلاح الفرسان القادرة على اجتياز مثل هذه الأراضي القاحلة في يوم واحد، ربما على ظهور الجمال.