الضفة الغربية درع القدس.. عن إستراتيجية المواجهة والتحرير

جرت العادة كل عام أن تتميز شعارات يوم القدس العالمي بما تستحقه المرحلة السياسية وبما يخدم المشهد العام الفلسطيني، لذا وقع الاختيار على “الضفة درع القدس” ليكون الشعار الموحد لهذا العام، تقديراً لبأس أبطال الضفة الغربية، ولما قدّموه خلال الأشهر والسنوات الماضية من تضحيات ومقاومة في مسار المعركة المتواصلة مع الاحتلال. 

رسمت الضفة الغربية مشهداً بارزاً في مسار القضية الفلسطينية، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، بعدما أثبتت نفسها ندّاً للاحتلال الذي يمتلك جيشه أقوى الأسلحة في العالم، وذلك من خلال رسمها لمعادلة “ما لا يأتي بالقوة يأتي بمزيد من القوة”.

الضفة الغربية بكل ما فيها اليوم هي عمق مواجهة مشروع الاحتلال وصلبه، فأهلها لا يغيبون عن معارك القدس أبداً، وهم لطالما كانوا، ولا يزالون، الدرع الحامي للقدس، الذي يحفظ هويتها ومستقبلها.
من الواضح أنّ عمليات المقاومة الشعبية والمسلّحة في الضفة الغربية أصبحت نمطاً ثابتاً لا يفتأ يتكرّس، بات يشكّل قلقاً كبيراً للاحتلال الإسرائيلي، فالضفة لا تكاد تهدأ حتى تشتعل من جديد، وفق ما تُظهره وتيرة العمليات في الأشهر الأخيرة.

وشهدت أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين في الشهر الماضي، استمراراً في الوتيرة وتنوّعاً في الأداء، ما بين عمليات إطلاق نار، واشتباكات مسلحة، وعمليات دهس وطعن مؤثرة، أدّت إلى قتلى وجرحى إسرائيليين، وذلك بحسب مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”.

ورصد تقرير المركز ألفاً و55 عملاً مقاوماً، بينها 143 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، نفّذت 54 عملية منها في جنين و46 في نابلس، شمالي الضفة الغربية. كما شهدت الضفة الغربية 394 مواجهة مباشرة مع الاحتلال، ومئات عمليات إلقاء الحجارة، و21 عملية إلقاء زجاجات حارقة، و119 عملية تصدٍ لاعتداءات المستوطنين مختلف أنحاء الضفة.

هذا الأمر إن دلّل على شيء، فهو يؤشر على أنّ شباب الضفة المقاوم يرسم معادلةً جديدة تقلب حسابات العدو، وتفضح جيشه الذي ينكسر في شوارع مدن الضفة ومخيماتها على يدِ مقاوميها وكتائبها المسلحة، الأمر الذي يجعل مشهد تحرير القدس أقرب. انتهى .. ت/ 6

شاهد أيضاً

القوات اليمنية تقصف هدفا عسكريا للعدو الصهيوني في يافا بصاروخ فرط صوتي

أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفًا عسكريًا صهيونيا في يافا المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *