ملوك وحكام الخليج بددوا البترول لخدمة الاستعمار

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

هناك حقيقة تعرفها كل الفئات المثقفة بالعالم الغربي بالدرجة الاولى، أن أنظمة دول الرجعية العربية بالخليج وظبت أموال البترول، والبترول كمادة أساسية بالطاقة العالمية بالقرن الماضي ولغاية عام ٢٠١٩ لخدمة المصالح الغربية لدول الاستعمار القديم الذي صنع دول الشرق الأوسط ودعم عملائه ليصبحوا ملوك وحكام على الدول الخليجية البترولية بشكل خاص.

كانت دول الخليج وايران وليبيا والجزائر والعراق يصدرون أكثر من ٧٥% من الطاقة لدول العالم، بترول العرب وايران يسد حاجة ٧٥% من الطاقة بالعالم، لو استخدم العرب الطاقة كسلاح بدون جيوش لحققوا بالقليل وجود دولة فلسطينية على أرض عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ومنذ زمن بعيد، لكن المعروف أن دول الخليج استخدمت سلاح البترول لخدمة مصالح الدول الغربية ومولت حروب الناتو الباردة والساخنة، السعودية والخليج ممول جيد لحروب الناتو سواء كانت حروب باردة أو ساخنة، اذا كانت دول الخليج تمول حروب الناتو الساخنة والباردة فمن الهبل أن نصدق أن أنظمة الخليج استفادة من النفط بخدمة شعوبها والشعوب العربية وقضاياهم المصيرية، كانت أمريكا والغرب تعتمد على البترول السعودي والخليجي بالدرجة الاولى،

وبقيت أسعار البترول تتلاعب بها أنظمة الخليج من خلال اغراق الأسواق العالمية بالبترول لتقليل السعر، إلا أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، في أحداث عام ٢٠١٩ بالعراق وقيام الشباب المغفل في حرق مدن الوسط والجنوب بشكل عام ومدينة الناصرية بشكل خاص، عملت السعودية على اغراق الأسواق العالمية بالبترول اعتقادا منها تدني سعر الدولار سوف يسقط النظام السياسي بالعراق، بوقتها أعلنت مئات الشركات الامريكية المنتجة للبترول افلاسها، بيومها كتبت مقال قلت لننتظر رد ترامب، لايمكن يقبل في إفلاس شركات إنتاج البترول الامريكية،

وفعلا كتب ترامب تغريدة بمنصة تويتر قال بها ما الذي تفعله السعودية في اغراق السوق العالمية بالبترول واتصل في ولي العهد ابسعودي وأمره بوقف اغراق الأسواق العالمية بالبترول لأنه يؤثر على الشركات والبترول الامربكي، عندها خلصت الدول المنتجة للبترول من اغراق السعودية ودول الخليج بالبترول لتخفيض أسعار البترول.

الان السعودية ودول الخليج والعراق وليبيا والجزائر يبيعون البترول على الصين والهند بشكل رئيسي، ربما الأزمة الاوكرانية الحالية فتحت سوق لنفط الخليج إلى الأسواق الأوروبية لكن تبقى أوروبا تستهلك جزا قليل لايمكن مقارنته في استهلاك الهند والصين للبترول والغاز.

نقرأ بشكل يومي إلى كتاب عرب ومنهم عراقيين بالصحف الخليجية يكتبون مقالات ارتزاقية لكسب الريالات يقولون أن حكام السعودية وظبوا أموال البترول لخدمة شعبهم، والحقيقة معظم عائدات البترول تذهب لحسابات العائلة المالكة بظل عدم وجود برلمان واحزاب معارضة تطالب الملك والحكومة في كيفية صرف عائدات البترول، أكثر من تريليون ونصف التريليون دولار أموال سعودية في بنوك أمريكا بشكل خاص، هذه الأموال لا يمكن أن تعود للسعودية واكيد تذهب كتعويضات عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أو إذا سقط النظام بالسعودية تجمد مثل ما جمدت أموال إيران عندما سقط نظام الشاه، بقيت الأموال الإيرانية المجمدة ليومنا هذا.

قرأت كتاب بحقبة التسعينات من القرن الماضي أن في عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود أن شركة نفط بريطانية اكتشفت حقول نفط طلب منهم مليونين دولار فقط مقابل أخذهم للبترول، لكن الشركة تفهم ذلك أعطت للسعودية نصف العائدات، وهذا الكلام يثبت صحة أن الملك عبدالعزيز ليس له معرفة في أهمية البترول، لذلك من أقام أنظمة لدول الخليج وبقية الدول العربية، هي بريطانيا وفرنسا وبعد الحرب العالمية الثانية حلت محل بريطانيا وفرنسا الولايات المتحدة الأمريكية.

عبدالعزيز سعود استفاد من الوهابية في السيطرة على نجد والحجاز وتوسيع حدود الجزيرة العربية وأراد ضم الكويت لكن البريطانيين قالوا له هذه حدودك وقاموا بقصف قواته من عصابات البدو التي أرادت احتلال الكويت في معركة الجهراء والتي خلفت أكثر من خمسة آلاف قتيل من عصابات البدو الطامحة في اغتنام أموال القبائل العربية بما يعرف اليوم بدولة الكويت.
أحد الدجالين من مرتزقة الكتاب الذين همهم كسب المال، وخريج من مدرسة البعث لصدام جرذ العوجة يقول(
قصة النفط مع ابن سعود قصة ممتعة لأنها تثبت أن الدولة السعودية كانت تتأثر بالأحداث العالمية، حيث إن ما جعل عبد العزيز يفكر في امتيازات النفط هو تراجع دخل الحج مع اشتداد الكساد الاقتصادي العالمي الذي ضرب الدول في ثلاثينات القرن الماضي).
شر البلية مايضحك، عن أي كساد اقتصادي يتحدث هذا المفتري المدلس، حدث كساد في أمريكا عام ١٩٢٩ ويعرف بالكساد الكبير وقد طرح كاتب وصحفي أمريكي آلية إلى إيجاد حلول لمعالجة الكساد الكبير وإدارة الرئيس الأمريكي اخذت بمقترحات هذا الصحفي وقد حلت أزمة الكساد بعام ١٩٣٢ اي قبل اعلان استقلال المملكة العربية السعودية، كافكم كذب، وتدليس، وحتى عندما حاولت دول عربية نفطية تاميم نفطها في بداية السبعينات من القرن الماضي وقفت السعودية ضد قرارات تاميم البترول وضاعفت إنتاج البترول لتقليل أسعار البترول خدمة لدول الاستعمار، في حرب عام ١٩٧٣ اوقف العرب تصدير البترول والملك ابسعودي فيصل أوقف تصدير البترول النتيجة اقل من سنة بعثوا له شخص لقتله وفعلا الرجل دفع حياته بسبب قبوله في استخدام سلاح النفط لحرب تشرين عام ١٩٧٣،

أما الآن السعودية ودول الخليج مجبرين على بيع بترولهم إلى الهند والصين لذلك لابد من صرف جزء من عائدات البترول لصالح شركات صينية وهندية في تطوير البنى التحتية السعودية وإقامة مصانع ومعامل وهذا شيء جيد، الفضل أن أمريكا باتت تصدر البترول والغاز لذلك اضطرت السعودية بيع نفطها على الصين والهند،

السعودية أيقنت أن البترول بطريقه إلى الانتهاء ويفقد أهميته لدول العالم بظل وجود بدائل الطاقة البديلة المعتمدة على الطاقة الشمسية، لذلك دول الاستعمار سمحت للسعودية في دعم صناعات محلية لكي تبقى في الوجود كدولة قائمة بعد انتهاء أهمية البترول، فلا بد من وجود موارد أخرى غير بترولية تبقى الدول حاكمة وضمان عدم سقوط الأنظمة المؤيدة للغرب.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/2/2023

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *