سامي جواد كاظم ||
المرجعية الدينية العليا في النجف وبشخص السيد علي الحسيني السيستاني دورها المميز في انقاذ العراق من محن وازمات مشهود لها وهذه المحن والازمات ايضا لها رجالها ورجالها شغلهم الشاغل الصيد بالماء العكر.كلنا نعلم ان الخطاب الذي يمثل المرجعية هي بياناتها الموقعة باسم السيد تارة وباسم المكتب تارة اخرى ، اضافة الى خطب الجمعة سابقا وتحديدا من الروضة الحسينية المطهرة ، وبخلاف ذلك كل خطاب او راي يصدر من هنا وهناك لا يمثلها هذا جانب ، وجانب اخر للمرجعية محبين ومقلدين واتباع وكل حسب ثقافته يدافع عنها او يعتقد بان راي المرجعية لحالة معينة هو كذا ، في بعض الاحيان ياتي الراي او التعقيب من شخص ما مطابق لما تراه المرجعية ولكنها لا تصرح به وذلك تجنبا للتاويل الخاطئ وللاعلام المعادي المهني المهرج الذي يطبل لما يرتايه هو وتلفيقه المرجعية، دائما ينظر الى ما يصدر عن المرجعية بشكل مختلف اذا ما صدر نفس الشيء عن جهة اخرى .
نعم هنالك شخصيات متزنة وعلى مستوى عال جدا من العلمية منبثقة من ثقافة المرجعية اي انه يصرح في مواقف عدة بتاييده لراي المرجعية في المسالة الفلانية ولم يتطرق لاي راي اخر في كل خطاباته ، ومن هذا المنطلق فان كل ما يصدر عنه يراه الاخرون انه يمثل المرجعية ونفس الامر لو صدر عن غيره لما التفتوا له .
الامام علي عليه السلام يقول : “وإنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر”، وقد تغنى بها رشيد الخيون ليحن الى ايام الطاغية ، وللحديث هدف وقصد انه اي بلد او مجتمع او تجمع بشري صغير لابد من قائد او حاكم او رئيس بغض النظر عن ما اذا كان اهلا لذلك من عدمه ، البلد بوجود حاكم افضل من عدم وجود حاكم وهذا يعني الفوضى ، والحر تكفيه الاشارة .
الاصلاح كلمة رائعة والكل يتمناه ومع الاصلاح لدينا صراحة وسؤال ، هل الفساد جاء بين ليلة وضحاها ؟ العقلاء وحتى الحمقى سيقولون كان في عهد الطاغية مخفي ومقنن وله رفاقه المعروفين وبعد سقوطه اصبح علني ومتشعب الجوانب والدرجات والاشكال ، اذاً الفساد موجود فلماذا الان نطالب بالاصلاح اين كنا خلال عشرين سنة وبيدنا مناصب ؟ الا يعني اننا كنا جزء من منظومة الفساد ؟
جيد لابد من نهضة ووعي لايقاف هذا النزيف الفاسد المدمر والارتقاء بالبلد ولنقل عنها صحوة ونحن بامس الحاجة لها ، وانا اؤيد ولست الوحيد بل الجميع يؤيد وبقوة الاصلاح ، وافضل من يقوم بالاصلاح هو من لديه المقدرة عليه ومن لديه المقدرة عليه عليه ان يبدا بمن تحت سطوته ليكون مثلا ومثالا للاخرين ويستطيع ان يكسب راي الذين لم ينتخبوا بسبب قناعتهم بعدم جدوى الانتخابات بل عدم قناعتهم بكل الطبقات والاحزاب السياسية .
نعم كل انسان ليبدا بنفسه بما يطلبه من الاخرين ، لان هذه الخطوة سترغبل اصحاب الهتافات الذين ينعقون مع كل ناعق من اجل الاستفادة من الفوضى .
اعود للسياسيين واقول لو تجاوز شخص ما على مقام المرجعية سواء كان عراقي او غير عراقي فان اصواتهم ستبح بالاستنكار والتنديد وان المرجعية خط احمر وهي صمام الامان ويرفضون التجاوز بقوة ، وانا اقول لكم ايها السياسيين ان عدم امتثالكم لنصائح وارشادات المرجعية هو تجاوز اسوء من تجاوز السفهاء على المرجعية الذين تستنكروهم .
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني