قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأحد إن “حزب الله أسس على التقوى من اول يوم وهذه المقاومة منذ البداية كان صدقها وإخلاصها لله”، وتابع “منذ الايام الاولى في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت التقت مجموعة من المؤمنين وبحثوا في سؤال مركزي: ما هو العمل الذي يجب القيام به والذي فيه رضا وطاعة الله والذي بتركه فيه معصية الله؟”، واضاف ” من هنا بدأ التأسيس”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “امام هذا التطور العسكري والاستراتيجي الذي طرأ على لبنان كانت هذه المجموعة من المؤمنين تبحث عن مسؤوليتها الشرعية بمواجهة هذا المستجد، وهذا ما نسميه في أديباتنا بالتكليف الشرعي”، وتابع “هكذا بدأت المسألة بالنسبة إلينا، لان المؤمن يعتقد ان الدنيا مؤقتة وان هناك آخرة وحساب وسنقف بين يدي الله”.
وقال السيد نصر الله إن “الامام الحسين سنة 61 للهجرة شخّص تكليفه انه لا يمكن السكوت على يزيد وانه لا يمكن ان يبايعه”، واشار الى انه “عندما نذهب لأداء التكليف الشرعي نؤديه بإخلاص في عين الله، وعندما نقوم بمقاومتنا يجب ان تكون بعين الله”، وتابع “الامام الحسين(ع) كان دائما يذكر اصحابه اننا نذهب الى الموت الذي لا بد منه، والامام الحسين أظهره ليميز الخبيث من الطيب وليبقى الصادق وليذهب من جاء من اجل حطام هذه الدنيا”، وأضاف “نحن في مسيرتنا شهدنا الكثير من هذا الاخلاص والصدق، في الشهداء والجرحى والمجاهدين وعوائلهم”.
واشار السيد نصر الله الى ان “هذه المقاومة منذ البداية كان صدقها وإخلاصها لله”، ولفت الى انه “كل ما كان منا خلال الـ40 عاما لم يكن منافسة في سلطان بل كان كله لله”، واضاف “نحن ما كنا نأمل كأشخاص ان نعيش كل هذا العمر، الكثير من قادتنا استشهدوا في ريعان الشباب”.
وقال السيد نصر الله “ثقافتنا التسليم بالقضاء الالهي مع الاخذ بالاسباب والعمل، وهو الذي يختار لنا النصر او البلاء، يسقط شهداء او يرجعوا احياء، نجوع نعطش”، وتابع “ثقافتنا الرضى باختيار الله لانه يختار لنا ما فيه صلاحنا في الدنيا والآخرة، كما اننا لا نستعجل النتائج، هذا ما رأيناه في سيرة الامام الحسين يوم العاشر من المحرم”، واضاف “ثقافتنا اللجوء الدائم الى الله ونطلب منه العون والتثبيت والصبر والإرشاد والتسديد والنصر فهو ينصر من يشاء”.
واوضح السيد نصر الله “40 عاما من الصعاب ومع ذلك عبرنا كل هذه الصعاب والمحن والشدائد وكنا مع الوقت نزداد قوة وانتشارا وتأثيرا وذلك بفضل الله ونعمته”، وتابع “خلال الـ40 عاما الله ثبتنا وأعطانا قوة الصبر ولم نتراجع ونتنكر لاصولنا واهدافنا”، وسأل “من اين جاء الصبر لعوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين؟ هل من احد يعيطنا التفسير المادي لذلك؟ الله تعالنا اعطانا الصبر مقابل ان قلوب اعدائنا تمتلئ رعبا، الله هو الذي دافع عنا وحرسنا خلال الـ40 عاما، ودفع عنا الكثير من البلاءات والعثرات”.