الاسلام والغرب بعد تظاهرات الطلبة..!

د.ابراهيم العبادي ||

لو لم يتحرك طلبة جامعة كولومبيا الامريكية العريقة ويطلقوا شرارة التظاهرات الطلابية المنادية بوقف الحرب في غزة ،لما امكن القول بوجود وعي مضاد للسردية المعروفة عن علاقات الغرب بالاسلام على المستويين النخبوي والشعبي . اذ ثمة ارتباط وثيق وربط دائم بين قضايا المسلمين وانتمائهم الحضاري وبين مواقف الاخرين منها .
كان الانحياز الغربي الى (اسرائيل )في حرب الابادة التي تشنها على فلسطينيي غزة،مؤلما ومثيرا للغضب والحنق ،اذ لم يسبق ان غطى الغرب على المستوى الحكومي والرسمي عدوانات اسرائيل على العرب كما فعل في الحرب الجارية ،كان الدعم الرسمي العلني عسكريا وماليا ودبلوماسيا يؤشر الى عمق الخلل الذي اكتنف علاقات الغربيين ببلاد المسلمين عامة وفي قضية المسلمين الاخطر ،
القضية الفلسطينية بشكل اخص ولم يتم تعديله رغم تطور العلاقات وتحسنها عما سبق .
كانت فلسطين بوصلة العلاقة بين الاسلام والغرب منذ الحروب الصليبية ،والدافع الديني كان هو الابرز في صناعة مشهد العلاقة يومئذ ،وكان منتظرا ان يعيد الغرب قراءة الدوافع ويجدد الرؤية ، بعدما توارى ظل الكنيسة على السلطة هناك ، لكن التاريخين الحديث المعاصر اثبتا ان الموقف الغربي بعد عصور النهضة والتنوير والديمقراطية والاستعمار والرأسمالية وحقوق الانسان ،ظل كما هو ، يختفي خلف الشعارات الكبيرة وينطوي على تحيز كبير واصطفاف مع الدولة العبرية دونما شروط او تحفظات باعتبارها واحة الديمقراطية ولتماثل القيم والتراث ،كما لو ان الدافع بقي كما هو ايضا ،وفي واقع الحال تغيرت صورة الدافع واشكاله وبقيت نتائجه ومفاعيله تفعل فعلها المؤثر .
وللحقيقة فان النخب السياسية والثقافية والعلمية والمالية الغربية كانت الاكثر تحيزا ، عدا استثناءات محسوبة مثّلها مثقفون واساتذة ومؤرخون وفلاسفة وسياسيون ،غير ان تلك الاستثناءات سواء في امريكا واوربا لم تستطع تغيير المشهد ،وبقيت اكثر المواقف الغربية في عمومها على حالها ،فاسرائيل بنت الحضارة الغربية ستراتيجيا وسياسيا وثقافيا ،والغرب بدفاعه عنها ، انما يدافع عن سرديته الثقافية وصورته التي يحملها عن نفسه وذاته الحضارية، ولايشعر بتناقض مع مايتبناه من قيم ومايدعيه من مقولات ، يريد عولمتها وتعميمها على البشرية ،الاستثناء الذي دخل على هذه الصورة السائدة الان ، هو تمردات الطلبة التي انطلقت من اهم الجامعات التي تتخرج منها النخب الامريكية (جامعة

شاهد أيضاً

ما حقيقة وفاة المعمرة العراقية “الحاجة جويدة” في واسط؟

نفى محافظ واسط، محمد جميل المياحي، الأخبار المتداولة حول وفاة الحاجة جويدة عبد الله، التي تعد المعمرة الأكبر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *