المقاومة الاسلامية ونظرية الردع في مواجهة العدوان الصهيوني

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية||

(( ان من يمتلك الردع ، هو الذي يستطيع ان يوصل رسالة الى العدو بأنه لديه القدرة على الرد الحقيقي والمؤثر ليس على الصعيد الميداني والعسكري فحسب، وانما ان يصل التأثير الى الواقع السياسي والشعبي.. وهو الرد الذي يسكت الافواه المتخرصة والاقلام المشبوهة التي تتربص بالمقاومة، واليوم جاء الرد بقوة الردع ، فالمقاومة لم ولن تفقد حق الرد على العدوان مهما طال الزمن، بل ما زالت تملك الزمان والمكان المناسب، وحين تقرر يصبح ردهاً اشداً ايلاماً وتأثيراً، رد المقاومة هو نظرية ردع عسكرية وسياسية بأمتياز)).

وحين نتحدث عن مفهوم الردع فهو في ابسط تعريفاته استخدام التهديد من قبل أحد الأطراف من أجل إقناع طرف آخر بالامتناع عن الشروع في بعض الإجراءات، ويعتبر التهديد بمثابة رادع إلى الحد الذي يقنع به هدفه بعدم تنفيذ الإجراء المقصود بسبب التكاليف والخسائر التي سيتكبدها هذا الهدف، وتشير سياسة الردع إلى تهديدات الانتقام العسكري التي توجهها إحدى الدول إلى قادة دولة أخرى في محاولة لمنع الدولة الأخرى من اللجوء إلى التهديد باستخدام القوة العسكرية في مواجهة دولتها لأهداف سياسية.

ان الردع الناجح يتطلب أن تمتلك أي القوة والقدرة على الرد، فضلا عن ضمان القدرة على الردة بضربة ثانية . من هذا المنطلق يأتي حديثنا في كيفية امتلاك الردع واشعار العدو اننا نلمك قوة الرد على أي هجوم مقابل قد نتعرض له، وجعل العدو متردداً في اتخاذ خطوات جديدة غير محسوبة العواقب او توسيع ساحة عملياته العسكرية، لانه سيضطر الى تلقي خسائر اخرى قد تكون اكبر من الخسائر الاولى التي تعرض لها.

وهذا ما ينبغي ان نحافظ عليه في المرحلة القادمة، فالعدو الصهيوني اليوم هو في حال تلقي واستيعاب الصدمة وهنا ستكون ردوده بطريقتين الاولى الردود التدميرية السريعة بدون تخطيط مسبق وانما فقط لاسكات الرأي العام المحلي واعادة ضبط الاوضاع في الداتخل على المستوى السياسي والميداني والشعبي. اما الرد الاخر فقد يلجأ الى معارك مفتوحة  بتوقيتات مختلفة واماكن مختلفة ليثبت انه يملك القدرة على رد الهجمة التي تعرض لها.

وهنا ياتي دورنا كقوى مقاومة لنتخذ عدد من الخطوات اللازمة ومنها الآتي:

1- ان المهمة الاساس ليس تحقيق النصر فحسب ، وانما الحفاظ عليه، وذلك من خلال ادامة التواجد الميداني في مختلف الجبهات والتحضير لخطوات قادمة تردع العدو، وبهذا نستطيع ان نضمن قدرتنا في استخدام الردع الميداني في أي وقت وأي مكان نختاره وهنا سنفوت الفرصة على العدو لكسب معارك جديدة او القيام بعمليات عسكرية قوية.

2- اهمية ادامة زخم النصر من خلال وحدة العمل المشترك والتنسيق على عسكرياً وشعبياً ورسمياً، فأذا كسبنا خلال الايام الماضية وحدة موقف ميدانية وشعبية لافتة، علينا ان ندعم ذلك بمواقف دبلوماسية قوية في المحافل الاقليمية والدولية، ففي الوقت الذي نملك فيه زمام المبادرة العسكرية لابد أيضا ان نسعى لنوضح الصورة امام المجتمع الدولي عن الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني كل يوم وفي مختلف الاراضي المحتلة، وهنا يكمن دور السياسة الخارجية والدبلوماسية لبلدان المقاومة، وعدم ترك الفرصة للعدو الصهيوني او حلفائه في نشر ادعاءات وصور وافلام في الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية، وان تكون لنا ايضا كدول نملك ادوات دبلوماسية ان نشرح للعالم اجمع الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية.

3- اهمية الابقاء على دور فاعل للاعلام بمواصلة عمله في كشف انتهاكات وجرائم العدو الصهيوني وفي ذات الوقت كشف الانتصارات التي تحققت وهو ما يؤدي الى كسب الرأي العام العربي والاسلامي.

4- الدعوة لعقد اجتماعات مستمرة على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لتشكيل جبهة واسعة مضادة للكيان الصهيوني وكشف الحقائق امام الدول والشعوب، لكسب الدعم وبيان جرائم العدو ضد المواطنين والممتلكات. ومن المهم ان يبقى بند القضية الفلسطينية وقضية الاعتداءات الصهيونية سواء في فلسطين او في مناطق اخرى بنداً ثابتاً في كافة الاجتماعات داخل جامعة الدول العربية وداخل منظمة التعاون الاسلامي.

5- اهمية الاسراع في عقد اجتماعات استثنائية على مستوى البرلمانات العربية والاسلامية ولكون العراق حالياً يمتلك رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، من المهم ان يدو الى اجتماع استثنائي يناقش فيه الانتهاكات والجرائم الصهيونية التي تطال شعبنا الفلسطيني.

6- اهمية ان تؤكد سياستنا الخارجية على مبدأ اساس وهو ما تحقق من انتصارات جاء رد فعل على جرائم ارتكبها العدو طيلة السنوات الماضية ومازال يرتكبها كل يوم ، وما تحقق من انتصار في طوفان الاقصى هو الرد الحاسم والحقيقي والنوعي على جرائم العدو الصهيوني وقى الاستكبار العالمي المتغطرسة.

Check Also

برنامج بالتفصيل مع بان العقابي : 11/21/2024 تقديم : بان العقابي

برنامج بالتفصيل مع بان العقابي :  11/21/2024 تقديم : بان العقابي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *