قاسم سليماني (1958 م – 2020 م)، قائد عسكري برتبة فريق في الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت مهمته الأساسية هي قيادة فيلق القدس.
عمل سليماني على مساندة المقاومة في فلسطين، ولبنان، والعراق، ومواجهة المجموعات التكفيرية في العراق وسوريا، واكتسب شعبية كبيرة بين العديد من الشعوب الإسلامية والعربية؛ نظراً لنجاح قيادته العسكرية هناك.
تسلّم قيادة فيلق 41 “ثار الله” التابع لمدينة “كرمان”، وشارك في العديد من العمليات العسكرية في الحرب العراقية الإيرانية، وعيّنه السيد علي الخامنئي قائداً لـفيلق قدس الذي يهدف إلى دعم الفصائل المقاومة لـ”إسرائيل” وتحرير القدس.
استشهد سليماني مع نائب رئيس الحشد الشعبي، أبي مهدي المهندس، في أول أيام سنة 2020م إثر عملية اغتيال قامت بها القوات الأمريكية في بغداد.
حياته الشخصية
ولد قاسم سليماني المعروف بـ الحاج قاسم سنة 1958 م بقرية قناة ملك النائية من توابع رابر في محافظة كرمان الواقعة جنوب شرق إيران، وأكمل دراسته الابتدائية وهو في 12 من عمره، ثم ترك قريته مهاجراً إلى كرمان؛ ليعمل في مجال البناء، ثمّ أكمل دراسته الإعدادية، وحصل على الشهادة الثانوية. قاسم سليماني متزوّج، وله ولدان.
نشاطاته
انخرط سليماني بالعمل الثوري ضد نظام الحكم البهلوي قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية انتمى إلى الحرس الثوري وذلك في شهر مارس / آذار سنة 1981 م.
وبعد مدّة تولّى حماية مطار محافظته عندما بدأت الطائرات الحربية لصدام حسين باستهداف المطارات الإيرانية، ثم توجّه بعدها مع مجموعة عسكرية تتكون من 300 شخص من قوّات محافظة كرمان إلى جبهات القتال في سوسنغرد، وعيّن قائداً لفرقة عسكرية هناك لمواجهة تقدّم الجيش البعثي في جبهة المالكية.
شارك اللواء سليماني في أكثر العمليات العسكرية إبان الحرب ومن أهمها عمليات “والفجر 8″ (فتح الفاو)، و”كربلاء 4” و”كربلاء 5″، كما شارك في المعارك التي دارت في “شلمجه”.
وقد نال قاسم سليماني شهرة في قيادة مهمات الاستطلاع خلف الخطوط العراقية، وكان الجيش البعثي يخصه بالذكر في النشرات الإذاعية.
أصيب سليماني في عمليات “طريق القدس” في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1982م، وقد تعرض لمحاولة إغتيال عن طريق الطبيب المعالج له، لكن سرعان ما كُشف أمر الطبيب.
بعد الحرب الإيرانية العراقية
بعد انتهاء الحرب المفروضة سنة 1988م، تسلّم الحرس الثوري مهمة مكافحة المخدّرات، فعادت كتيبة “41 ثار الله” بقيادة قاسم سليماني إلى محافظتها (كرمان)، وقامت بالتصدّي للمهربين الذين كانوا يعبرون من الاتجاه الشرقي للبلاد على الحدود المشتركة مع أفغانستان.
وفي عام 1998م تم تعيينه قائداً لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفًا لـ أحمد وحيدي. وفي 24 يناير/كانون الثاني 2011 م تمت ترقيته إلى رتبة لواء.
نشاطه في سوريا
أشرف الجنرال سليماني على معارك بابا عمرو في بداية الأحداث في سوريا، وقد انهزم المسلّحون في تلك المنطقة التي كانت بمثابة غرفة عمليات مُعدّة لسقوط دمشق”. كما أشرف سليماني على معارك في ريف حلب، وفي سهل الغاب في ريف حماه، وفي مدينة القصير في ريف حمص.
يقول “جان مغاوير” الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن معركة القصير: “إنّ الانتصار الذي حققه الجيش السوري في معركة القصير سنة 2013م هي بمثابة منعطف استراتيجي خلال الحرب في سورية، وكل ذلك تحقق خلال اشراف وقيادة سليماني وعبّر عن هذه المعركة بالنصر الكبير الذي سجله سليماني لنفسه.”
ونشرت المواقع الإخبارية نقلا عن مصادر أنّ قائد فيلق القدس هو الذي أشرف على عملية إنقاذ الطيار الروسي الذي أسقطت طائرته من قبل القوات التركية في سوريا.
نشاطه في العراق
كان لسليماني دور مفصلي في إفشال مخطط سقوط بغداد بعد ما سقطت مدينة الموصل بيد داعش كما شارك اللواء سليماني بالعديد من جبهات القتال ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، منها المعارك التي دارت شمالي محافظة صلاح الدين، فقد نقلت إحدى الصحف الأمريكية عن مسؤولين قولهم إنه لم تتم استعادة السيطرة على مدن المحافظة من خلال القوات العراقية والتحالف الدولي فقط، بل إن الحملة التي قادها سليماني الذي كان حاضراً في مسرح العمليات كان لها دور أساسي أيضاً.
ومن المعارك التي قدّم سليماني مهمة استشارية فيها:
تحرير مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد وجرف الصخر جنوب بغداد.
معركة استعادة تكريت والفلوجة في الانبار غرب بغداد.
صد هجوم داعش على أربيل شمالي العراق.
تحرير مدينة جلولاء والسعدية في محافظة ديالى شمالي العراق.
تحرير جرف الصخر (جرف النصر) ودفع التهديد عن النجف وكربلاء.
بعض المعارك في سامراء.
نشاطه في لبنان
خلال حرب الثلاثة وثلاثين يوما في لبنان، كان سليماني هدفاً دائماً بالنسبة للإسرائيليين، حيث كان الإسرائيليون يعلمون بوجوده على الأرض خلال الحرب. وفي حضور آخر له في لبنان يحتمل أن يكون سليماني الدافع وراء الرّد الصاروخي لحزب الله على اسرائيل حينما شنت القوات الإسرائيلية هجوماً صاروخياً على القافلة العسكرية المشتركة بين إيران وحزب الله في القنيطرة والتي أدّت إلى استشهاد جهاد مغنية ابن الشهيد عماد مغنية.
نشاطه في فلسطين
يؤكّد سليماني أن القتال في الجبهتين السورية والعراقية هو من أجل القضية الفلسطينية.
وفي لقاء له مع وفد فلسطيني عام 2016م يقول سليماني: “نحن غير مستعدين للتفاوض أو التساوم على قضية فلسطين مع أمريكا أو غيرها. وأؤكد لكم، وأن تُبلغوا إخوانكم، أنّ دعمنا لفلسطين مستمر؛ لأن هذا موقفٌ مبدئيٌ، أصولي وعقائدي نؤمن به.. فلا تتغير المبادئ عندنا. وستظل فلسطين معتقداً لدينا”.
وفي رسالة له بعد العدوان الصهيوني على غزة أشاد سليماني بسلاح المقاومة في القطاع وأكّد على دعم المقاومة، وقال للشعب الفلسطيني “ألا لعنة الله على كل من أغلق في وجهكم طرق الإمداد وشارك الصهاينة جناياتهم”. وحيّ سليماني في رسالته قادة المقاومة في فلسطين.
ولسليماني دور بارز في ردم الهوة بين حركة حماس الفلسطينية وإيران بعد ما طرأ عليها فتور في العلاقات.
موقفه إزاء الثورة البحرينية
وقد أسقطت السلطات البحرينية جنسية الشيخ عيسى قاسم؛ وذلك بسبب دعمه للثورة البحرينية، وما أن أصدرت المنامة قرارها حتى أصدر اللواء قاسم سليماني بيانه في هذا الشأن، وحذر النظام البحريني من التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وقال في جزء من بيانه: “يبدو أن آل خليفة يستغلون حركة الشعب السلمية، وليس لديهم تقديرات صحيحة عن غضبه. لا شك أنهم يعرفون جيداً أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب، يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها ولن تبقي مثل هذه الممارسات خياراً للشعب إلا المقاومة المسلحة والتي ستدفع آل خليفة ثمنها، ولا تسفر إلا عن زوال هذا النظام المستبد”. وأكد سليماني: “فليعلم حماة آل خليفة أن الأساءة إلى آية الله الشيخ عيسى قاسم واستمرار الضغوط الخارجة عن تحمل الشعب في البحرين، سيكون بداية لانتفاضة دامية تقع مسؤوليتها على من يشرعون غطرسة حكام البحرين”.
سليماني وإعلان نهاية داعش
وفي صبيحة يوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 م تم الإعلان عن القضاء على دولة الخلافة الإسلامية داعش بصورة نهائية ورسميّة على لسان اللواء سليماني، وذلك خلال رسالة وجّهها إلى السيد الخامنئي قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت البوكمال المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق هي آخر ضربات تلقّاها تنظيم داعش بواسطة قوات النظام السوري بمعونة القوات الشعبية وباستشارة ميدانية يقودها سليماني.
قاسم سليماني في الداخل الإيراني
لسليماني شعبية كبيرة في أوساط الإيرانيين على اختلاف توجهاتهم السياسية والعقائدية؛ وذلك نظراً لما يقوم به في مواجهة المجموعات التي تشكل هاجساً للمجتمع الإيراني.
وقد وصف قائد الثورة الإسلامية في إيران في لقاء جمعه مع اللواء سليماني عام 2005م بـأنّه استشهد مراراً في ساحات الحرب، وعبّر عنه بالشهيد الحيّ. وقال في خطاب آخر له ولرفاقه العسكريين “إنّ الله سبحانه وتعالى قدّر أن تبقى هذه الثلة أحياء؛ لتعمّ بركات وجودهم على بلدهم وللعالم الإسلامي أيضاً”.
في سنة 2015 طُبع كتاب عن حياة ونشاطات سليماني، وشهد الكتاب بعد طبعه إقبالاً كبيراً من القرّاء في إيران. يذكر مؤلف الكتاب أنّ هناك مساع لترجمة الكتاب إلى اللغة العربية بغية نشره في الدول العربية. وتُرجم هذا الكتاب إلى العربية وطُبع في بيروت تحت عنوان “قاسم سليماني، ذكريات وخواطر”.
وفي أكتوبر /تشرين الأول سنة 2015م؛ أزيح الستار عن طابع يحمل تصويراً للّواء قاسم سليماني في مدينة كرمان، وقد تم إعداد هذا الطابع بتعاون مع مؤسسة نشر وحفظ أعمال وقيم الدفاع المقدس.
وسام ذو الفقار
في سنة 2019 م أهدى الإمام الخامنئي وسام “ذو الفقار” لقاسم سليماني. هذا الوسام هو أعلى وسام عسكري يُهدى لمن تخطيطه وقيادته في الحرب يوصل إلى الانتصار. سليماني هو أول من يحصل على هذا الوسام.
الآراء حوله خارج إيران
بسبب مكانة سليماني وإنجازاته التي حققها في بلدان عدة خارج إيران، ضمن الحرب على الجماعات التكفيرية، تداولته الصحافة العالمية بشكل موسع، فمثلا أعدّ الصحافي دكستر فيليكنز، تقريراً قال فيه إنّ إيران وبفضل الجنرال سليماني تمكّنت إلى جانب حلفائها في سوريا ولبنان من تشكيل محور للمقاومة في المنطقة، ومع ذلك استطاع سليماني أن يبتعد عن أعين وسائل الإعلام إلى حد كبير. وقد وصف جان ماغوير الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) سليماني بأنه الرجل الأقوى في الشرق الأوسط اليوم إلا أن القليل سمع شيئًا عنه.
وأكّدت صحيفة الغاردين البريطانية أنه حتى من لم يوال سليماني، يعتبره أنه شخص بغاية الذكاء والقوة. والكثير من المسؤوليين الأميركيين الذين بذلوا جهداً خلال السنوات الماضية لإقصاء عمل من يوالي سليماني، يقولون أنّ لهم رغبة باللقاء معه وأدهشهم فعلاً ما يقوم به.
ويقول زلماي خليل زاد (السفير السابق لولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان والعراق): “بخلاف بعض المسؤولين الأميركيين الذين يتهمون سليماني بإشعال فتيل الحرب في كل مكان، فلسليماني مواقف كثيرة لمصالحة الأطراف المتنازعة. فمنها إنهاء الصّراع الدائر بين قوات تيار مقتدى الصدر والقوات العراقية في البصرة، فكان له دور حيوي في إنهاء الأزمة المتصاعدة، ولو أخذت رقعة الاضطرابات حينها إلى التوسّع هناك؛ لكانت شكّلت تهديداً لمصادر النفط ولَتَبِعَتْها نتائج خطيرة.
ونشرت مؤخرا قناة العالم الفضائية بتأريخ 1 مارس/ آذار 2016 م على صفحتها في الفيسبوك منشوراً باسم اللواء سليماني وطلب من رواد صفحتها أن يصفوا اللواء قاسم سليماني بجملة واحدة. فلاقى المنشور على الفيسبوك حوالي 1.000.000 مشاهدة وما يقارب 10.000 تعليق. وبحسب الموقع كان أكثر المشاركين في هذا الاستطلاع من سورية والعراق.
شخصيته واهتماماته الخاصة
نقلت وسائل الإعلام أنّ سليماني كان يتواجد في الخطوط الأولى من المعارك في العراق، ولا يرتدي أي درع واقٍ من الرصاص، ويتواجد في مناطق الاشتباكات بسيارة غير مصفحة، مشيرةً إلى أنه “في معارك تكريت كان يستقل دراجة نارية، ويندفع الى الأمام لرصد العدو قبل الهجوم.
المعروف عن سليماني أنه رجل ملتزم و متدين إلى حد كبير، وليست شخصية عسكرية فحسب؛ والمجموعة التي يقودها (فيلق القدس) مجموعة أيديولوجية ترى تحرير فلسطين والقدس مهمة مذهبيه وأنشئت من أجل إنجازها. ففي هذا المجال كتبت صحيفة نيويوركر في الـ 30من (سبتمبر /أيلول) 2013 م: إنّ سليماني مؤمنٌ بالإسلام فعلاً وهو مهذب بكثير بالنسبة لآخرين. ولعلّ تلقيب اللواء سليماني بالحجي أو الحاج قاسم بدلاً عن ألقابه العسكرية في العراق وسوريا ودول الخليج عموماً هو إشارة على غلبة شخصيته الدينية في سلوكه وتعامله.
وهناك مقطعاً مصوراً وموثقاً من فيلم لسليماني في رثاء بعض رفاقه الذين استشهدوا في عمليات كربلاء الخامسة (ديسمبر /كانون الأول) 1986م، فعندما يصف سليماني رفاقه الشهداء تدمع عيناه عدة مرات، ويستمر في حديثه بصوت متقطع، ويقول: اُشهد الله على أنّ هجرانهم أحرق قلبي.
استشهاده
في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، تعرض موكب الحاج سليماني لهجوم أمريكي في طريق المطار ببغداد مما أدى إلى استشهاده مع عدد من قادة الحشد الشعبي، وكان بين الشهداء أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد.
ردود الفعل
استشهاد قاسم سليماني سبب بعض الاعتراضات في بلدان عدة من العالم، وأقيمت له مراسيم تأبين في مدن مختلفة. كما وكانت هناك بعض ردود الفعل من قبل شخصيات سياسية ودينية. فالإمام الخامنئي قائد الجمهورية الإسلامية وخلال بيان له اعتبر الشهيد شخصية دولية في المقاومة وأعلن الحداد لثلاثة أيام. كما وأصدرت بيانات منفصلة لكل من الرئيس الإيراني ورئيس البرلمان إضافة إلى جمع من مراجع التقليد، وأثنوا فيها على شجاعته وإخلاصه وتضحياته.
السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والسيد عبد الملك الحوثي قائد جماعة أنصار الله اليمنية ورؤساء كل من سورية ولبنان والعراق وتركيا أيضا قدموا التعازي باستشهاد سليماني، هذا إضافة لكثير من الوزراء الخارجية لبلدان عدة.[بحاجة لمصدر] ومن جهته اعتبر ممثل الأمم المتحدة أغنس كلامارد اغتيال سليماني والمهندس عملا ناقضا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.
التداعيات
صوّت البرلمان العراقي على إخراج القوات الأمريكية، إثر استشهاد قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، حيث طلبت بعض المجموعات والأحزاب السياسية، وكثير من الشعب العراقي هذا الأمر.
في صباح الثامن من يناير/كانون الثاني 2020 أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ عدة على قاعدة عين الأسد الأمريكية في الأنبار، وألحق بها أضرارا جمة.
التشييع
أقيم مراسيم تشييع الشهيد سليماني مع نائب رئيس الحشد الشعبي ورفاقهما بحضور شخصيات سياسية ودينية في بغداد وكربلاء والنجف. ومن ثم نُقل جثمان الشهداء الإيرانيين إضافة إلى جثمان أبي مهدي المهندس إلى إيران؛ ليُشيع في كل من الأهواز ومشهد وطهران وقم. لينقل بعدها جثمان سليماني إلى كرمان وشُيع ودُفن هناك.
في طهران صلى الإمام الخامنئي على جثمان سليماني والمهندس ورفاقهما. وكالة روسيا اليوم اعتبرت هذا التشيع أكبر تشيع في التاريخ بعد تشيع الإمام الخميني. وفي كرمان إثر الزحام والتدافع في التشييع قُتل وجُرح جمع من المشيعين.
المصدر |