أوروبا تتجه لصيف أطول.. احترار القطب الشمالي يغيّر ملامح الفصول

يطول فصل الصيف في أوروبا بوتيرة متصاعدة بفعل الارتفاع المتسارع في درجات حرارة القطب الشمالي. وتشير دراسات حديثة إلى أن هذا التحوّل ليس جديدًا تمامًا، إذ سبق أن شهدته الأرض قبل آلاف السنين.

وبحسب فريق علمي من كلية رويال هولواي في جامعة لندن، فإن الصيف الأوروبي قد يزداد طوله بنحو شهر إضافي مع نهاية القرن الحادي والعشرين، استنادًا إلى سجلات تمتد لعشرة آلاف عام. وتُظهر البيانات أن ارتفاع حرارة القطب الشمالي قبل 6000 عام أدى إلى تمديد الصيف إلى ما يقارب 200 يوم، وهو نطاق يقترب من مستويات الحرارة التي تسجَّل اليوم.

واعتمد الباحثون على تحليل طبقات دقيقة من الطمي تراكمت في قاع البحيرات الأوروبية، شكّلت سجلًا واضحًا لحدود الفصول على مدى آلاف السنين. وكشفت نتائج التحليل أن الفارق بين حرارة خط الاستواء والقطب الشمالي يشكّل عاملًا حاسمًا في تحديد قوة التيارات الجوية المحركة لأنظمة الطقس في أوروبا.

وفي الوقت الراهن، يسجّل القطب الشمالي ارتفاعًا في الحرارة أسرع بأربع مرات من المتوسط العالمي، ما يقلّص هذا الفارق الحراري ويضعف التيارات الجوية، ويؤدي إلى طقس أكثر استقرارًا وفترات أطول من الدفء.

وتُظهر الحسابات أن كل درجة مئوية من انخفاض التباين الحراري تضيف نحو ستة أيام إضافية من الصيف. ومع استمرار الاحترار بالوتيرة الحالية، قد يمتد موسم الدفء بنهاية القرن إلى ما يقرب من ثمانية أشهر، حتى دون تدخل العوامل الخارجية مثل زيادة الانبعاثات.

ورغم أن درجة الحرارة ليست العامل الوحيد المؤثر في النظام المناخي، إذ تلعب الهباء الجوي والتفاعلات الداخلية بين عناصر المناخ دورًا في تضخيم التغيرات أو الحد منها، إلا أن التداعيات تبدو جلية — من ضغط على النظم البيئية، إلى تأثيرات على الزراعة والمياه وصحة الإنسان.

شاهد أيضاً

الانواء الجوية:استمرار فرص هطول الأمطار في مناطق متفرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *