كيف استخدمت المقاومة شرائح الاتصال الإسرائيلية في عملية “حرب نفسية معاكسة”؟!

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل عملية استخبارية معقدة نفذها جيش الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، استخدم فيها شرائح اتصال “إسرائيلية” تم إسقاطها عمدًا داخل مناطق يُعتقد بوجود أسرى لدى المقاومة الفلسطينية فيها، بهدف تتبع تحركات المقاتلين وجمع معلومات ميدانية عن الأسرى والمفقودين.

ووفقًا لتقرير نشرته صفحة “يانون يتاح” العبرية، فإن الخطة اعتمدت على احتمال أن يستخدم عناصر المقاومة تلك الشرائح من دون إدراك مصدرها، ما يتيح للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مراقبة البيانات ورصد المواقع الجغرافية. إلا أن المفاجأة – بحسب ما ورد – كانت في نجاح المقاومة في كشف هذه الخدعة الأمنية والتعامل معها بأسلوب معاكس، إذ جمعت الشرائح وأعادت توظيفها في عملية نفسية دقيقة استهدفت الجمهور الإسرائيلي نفسه.

ففي يوم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، استخدمت المقاومة هذه الشرائح لإجراء مكالمات مرئية مع ذوي الأسرى الإسرائيليين، في خطوة أحدثت صدمة وارتباكًا داخل المجتمع الإسرائيلي، وأظهرت هشاشة المنظومة الأمنية في مواجهة الحرب النفسية. وتشير مصادر أمنية عبرية إلى أن الأجهزة الإسرائيلية كانت على علم بتشغيل تلك الشرائح، لكنها فوجئت بطريقة استثمار المقاومة لها في معركة العقول بين الجانبين.

ويرى الباحث في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة أن الحادثة تمثل نموذجًا متقدمًا لحرب الأدمغة الدائرة بين الاحتلال والمقاومة، إذ استطاعت الأخيرة تحويل أداة تجسس إلى وسيلة ضغط نفسي على العدو، مؤكدًا أن الصراع لم يعد يقتصر على الميدان أو الأنفاق، بل يمتد إلى الفضاء الإلكتروني والعقلي أيضًا. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض الدكتور خليل الحية عن التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي، يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، إلى جانب تنفيذ صفقة تبادل تشمل الإفراج عن 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1,700 أسير من أبناء غزة المعتقلين بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى النساء والأطفال. وأكد الحية أن الحركة حصلت على ضمانات دولية وأميركية تضمن تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.

خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، اتبعت إسرائيل نهجًا استخباراتيًا يعتمد على استخدام شرائح اتصال محلية يُشتبه بأنها أُلقِيت عمدًا في مناطق يُعتقد بوجود أسرى أو مفقودين لدى المقاومة الفلسطينية. ومع إطلاق تلك الشرائح، طمحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تتبع الاتصالات وتحليل المواقع الجغرافية، علّها تستخلص معطيات ميدانية عن الأسرى والمفقودين. غير أن المقاومة أدركت الخدعة، فجمعت هذه الشرائح، وأعادت تشغيلها في إطار عملية حرب نفسية معكوسة، حيث أُجريت مكالمات مرئية مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في توقيت تنفيذ صفقة التبادل، ما أسفر عن بث ارتباك داخل المجتمع الإسرائيلي. وعكست هذه الخطوة صراعًا ساخنًا على الصعيد السيبراني والعقلي، إذ تحولت أداة التجسس إلى وسيلة للضغط النفسي، في معركة لا تقل أهمية عن المواجهات الميدانية.

شاهد أيضاً

الزراعــــة: خطوات تنفيذية مشتركة لتعزيز الأمن الغذائي في العراق

أعلنت وزارة الزراعة، عن اعتماد سلسلة من الإجراءات التنفيذية المشتركة بين الوزارات بهدف تعزيز الأمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *