اتفاق غـ ــزة يدخل حيّز التنفيذ رسميًا بعد عامين من الإبادة والدمار

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ رسميًا فجر اليوم الجمعة، بعد إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية صادقت بالإجماع على الاتفاق الذي يقضي بوقف العدوان وتبادل الأسرى بين الجانبين.

وجاءت المصادقة بعد ساعات من اكتمال التفاهمات السياسية والميدانية بين الأطراف المعنية، بمشاركة الوسطاء من مصر وقطر وتركيا، وبإشراف مباشر من الولايات المتحدة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القتال سيتوقف بشكل كامل عقب إقرار الحكومة للاتفاق، مؤكدة أن الهدنة تشمل تعليق جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف المدفعي والتوغلات البرية داخل قطاع غزة.

وأضافت الهيئة أن خلال الـ72 ساعة الأولى من الهدنة، سيتم تعليق أعمال المراقبة الجوية الإسرائيلية في المناطق التي انسحب منها الجيش، ضمن ترتيبات التهدئة وضمان تنفيذ الاتفاق ميدانيًا.

وفي المقابل، أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض الدكتور خليل الحية، مساء الخميس، التوصل إلى اتفاقٍ شامل لإنهاء الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني، والبدء بتنفيذ وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب قوات الاحتلال، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى وفق جدول زمني متفق عليه.

وقال الحية في كلمة متلفزة: “نعلن أمام شعبنا وأمتنا والعالم عن اتفاق يضع حدًا للحرب، ويمكّن من إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل”. وأوضح أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، و1,700 أسير من أبناء غزة الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى جميع الأطفال والنساء. وأكد الحية تلقي الحركة ضمانات رسمية من الوسطاء والإدارة الأميركية تؤكد انتهاء الحرب. وأضاف: “سنواصل العمل مع القوى الوطنية والإسلامية لاستكمال باقي الخطوات وتحقيق مصالح شعبنا وتمكينه من تقرير مصيره، وصولًا إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في مقابلة مع التلفزيون العربي، إن الوسطاء قدموا ضمانات بعدم خرق الاحتلال للاتفاق، مشيراً إلى أن إعلان وقف إطلاق النار تُرك للطرف الأميركي، فيما سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد تصديق الحكومة الإسرائيلية عليه. وأوضح حمدان أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن 250 أسيراً من أصحاب المؤبدات و1700 من أسرى غزة، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من مدينة غزة والشمال ورفح وخان يونس، مضيفاً أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستلبي المطلب الأهم للشعب الفلسطيني وهو وقف العدوان. كما لفت إلى أن الاتفاق يشمل فتح خمسة معابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأن الوكالات الدولية ستتولى عملية توزيعها وليس مؤسسة غزة الإنسانية، مؤكداً أن الفصائل طالبت بوقف عمليات الطيران المسيّر أثناء تنفيذ عملية تسليم الأسرى. وشدد حمدان على أن الأجهزة الأمنية لن تسمح للاحتلال بالتدخل في إدارة غزة، موضحاً أن إدارة القطاع ستكون بيد شخصيات وطنية فلسطينية مستقلة، مشيراً إلى أن الفصائل قدمت قائمة تضم 40 اسماً لتولي هذه المسؤولية. وختم بالقول إن حماس شددت على ضرورة أن يضمن الوسطاء التزام الجانب الإسرائيلي الكامل بتنفيذ الاتفاق، مضيفاً أن الحركة “لن تقبل بأي تدخل إسرائيلي في شؤوننا الداخلية”. ويُتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من الاتفاق خلال الساعات المقبلة، وسط ترقب دولي واسع لما إذا كانت هذه الهدنة ستصمد وتؤسس لمرحلة جديدة من الهدوء في قطاع غزة، بعد عامين من الإبادة والتدمير الشامل.

شاهد أيضاً

دراسة: تلوث الهواء يهدد القلب بصمت

وجدت دراسة جديدة أن التعرّض الطويل الأمد لملوثات الهواء الشائعة يسرّع تطوّر مرض الشريان التاجي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *