قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
يواصل معرض بغداد الدولي للكتاب برنامجه الثقافي المكثف، حيث امتلأت القاعات بالحضور من العائلات والطلبة والقراء، وتنوعت الجلسات بين قضايا المجتمع، تقنيات السرد، وصناعة المحتوى، ما جعل المنصات مساحة تفاعلية مباشرة بين المتحدثين والجمهور، لاختبار الأفكار وتقديم خلاصات قابلة للتطبيق.
إرث العلامة أحمد الوائلي المعرفي
في جلسة بعنوان “الكتابة والكتاب في النتاج المعرفي للعلامة أحمد الوائلي”، قدّم وائل الطائي قراءة معمقة في مشروع العلامة الراحل أحمد الوائلي، الذي اعتبر الكتاب والكتابة ركائز لبناء الوعي العام وصون الهوية الدينية والثقافية.
توقفت الجلسة عند أثر الوائلي في تحديث أساليب العرض من خلال إحكام الحجة، ترتيب الأفكار، والتنقل المنظم بين المصادر والمعارف الحديثة، مؤكدين أن النص المكتوب أصبح سندًا للخطاب الشفهي لا بديلًا عنه. وخرج النقاش بتوصيات لتوظيف إرث الوائلي في المناهج التعليمية والبرامج الثقافية، وترسيخ القراءة والبحث والتأليف كمسار مستدام في المؤسسات الثقافية.
الذاكرة الاجتماعية واستعادة الماضي
أقيمت ندوة بعنوان “ما لا يعرفه الجيل الجديد عن الزمن القبيح” قدمها ضياء الجابري بمشاركة عطور الموسوي وعلي السعدي، حيث شدد المتحدثون على أن الماضي ليس كتلة واحدة من الظلام أو الرومانسية، بل سلسلة مراحل تركت آثارها في السياسة والمجتمع والاقتصاد.
توسّع النقاش في أثر الذاكرة الجمعية وانتقال الصدمات عبر الأجيال، ودور الأرشيف والشهادات الشفهية في فهم التحولات الاجتماعية، مؤكداً أن استعادة الماضي تمرين نقدي يكشف مواقع الفشل وأسباب الصمود.
جذور اللهجات العربية
ناقش الشيخ فرحان الساعدي، في جلسة بعنوان “جذور اللهجات العربية” وأدارها حيدر خشان، تاريخ اللهجات العربية وعلاقتها بالفصحى، مشيراً إلى أن اللهجات امتداد تاريخي للفصحى تشكّلت عبر الترحال والتبادل التجاري والتأثيرات الثقافية.
كما قدّم الساعدي مسار تطور اللهجات من البداوة إلى الحضارة، موضحاً أن دراسة اللهجات عبر النصوص التراثية والمتون الشفهية تسهم في إثراء تعليم العربية وتعزيز ارتباطها بالمتعلمين.
مسك الختام مع تميم البرغوثي
اختُتم البرنامج الثقافي بحضور الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، الذي قدّم ندوة عن الشعر كخطاب حيّ يتقاطع مع الذاكرة والهوية وأسئلة الحاضر، تلتها أمسية شعرية ألقى فيها مختارات من نصوصه ووقّع دواوينه، لتختتم أيام المعرض الحافلة بالحوارات والكتب والجمهور.
