الأمم المتحدة: الجوع في غزة وصل إلى مستوى “كارثي”

أكد مسؤولو الأمم المتحدة أن “الجوع” في قطاع غزة قد وصل إلى مستوى “كارثي”، محذرين من أن منع وصول المساعدات الإنسانية “يدفع أطفال غزة إلى مستوى خطير”.

ويقول رين بولسن، مدير مكتب الإمدادات الطارئة في منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) إن “أسوأ أنواع الجوع يحدث الآن. لقد وصل الجوع في غزة إلى المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”.

ويضيف: “في جميع أنحاء قطاع غزة، يواجه أكثر من نصف مليون شخص أوضاعاً كارثية، ويواجه أكثر من مليون شخص آخرين، أي ما يعادل حوالي 54% من السكان، المرحلة الرابعة (حالة الطوارئ)”.

وأوضح المسؤولون نتائج تقرير مفصل يظهر أن الأطفال هم أكبر ضحايا سوء التغذية.

“تقلّص أجساد الأطفال”

بدوره، يقول نائب مدير عمليات اليونيسف سمير الهواري إن “منع وصول المساعدات الإنسانية يدفع أطفال غزة إلى مستوى خطير”، مردفاً: “تقلصت أجساد الأطفال لدرجة أنهم فقدوا القدرة على الأكل أو البكاء، ويصل الآباء والأمهات إلى العيادات وليس لديهم الطعام اللازم لأطفالهم”.

سأل مسؤولي الأمم المتحدة كيف تمكنوا من جمع بيانات موثوقة والتوصل إلى هذه النتيجة، في الوقت الذي تنفي فيه إسرائيل أن تكون الأوضاع بالنسبة للمدنيين بالسوء الذي يتم وصفه.

إجراء فحوصات وجمع بيانات

حيث يقول رين بولسن: “تُستخدم مجموعة متنوعة من المصادر لجمع البيانات. بعضها يتم عن طريق المقابلات التي تُجرى عبر آلية تسمى CATI (المقابلات الهاتفية بمساعدة الحاسوب)، والبعض الآخر يأتي من التقييمات التي يجريها الشركاء في الميدان، حيث يقومون فعلياً بقياس محيط منتصف الذراع العلوي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المشتبه في إصابتهم به”.

ويرى أن “هذا التحليل الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) أجراه 50 خبيراً من 19 منظمة”.

أما سمير الهواري، فيقول: “بالنسبة لليونيسف، نحن نجمع بياناتنا من خلال وجودنا على الأرض وعبر العمل مع شركائنا الموثوقين”، مضيفاً: “نجمع بيانات التغذية ونجري فحوصات في 170 نقطة تغذية في جميع أنحاء قطاع غزة”.

سمحت إسرائيل حتى الآن بإسقاط بعض المساعدات جواً لسكان غزة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن ذلك لا يكفي.

ويؤكد المسؤولون على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لنقل الغذاء بالشاحنات لإحداث فارق حقيقي، محذرين من أن الوقت المتاح ليس طويلاً.