نزع سلاح الشيعة الثقيل وتسليم الرقاب لداعش واسرائيل..!

عدنان جواد ||

 

بقت الدول الاسلامية لقرون طويلة تحت سيطرة الدول الغربية المستعمر، وحتى بعد نيلها استقلالها بان وضعت لتلك دول علم وحدود،

الا ان انظمتها السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية والاجتماعية لازالت تابعة للدول الغربية، لكن بعد الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م تغير المشهد وتحولت ايران من دولة صديقة شرطي المنطقة بقيادة الشاه الى دولة مستقلة في قرارها ترفض الانصياع لأوامر الغرب ،

بل ونشرت فكرها بالتحرر ونصرة المظلوم والوقوف بوجه الطغيان وقد وصفته بالشيطان الاكبر، وبعد ان تعب الغرب في تغيير النظام في ايران ، دفع العرب وعملائه من الدول الاسلامية بطرح في الاعلام بان ايران هي العدو الاول وان اسرائيل دولة ديمقراطية يمكن التفاوض معها، وقد نشرت مقالات وحتى كتب ومفكرين غرب في كيفية القضاء على الشيعة ،

واهداف تلك الاطروحات هو التخلص من مقام المرجعية واضعافه او اسقاطه في نظر الناس لأنه مصدر قوتهم ومركز قرارهم المتوازن والحكمة في افشال المؤامرات، ويأتي بعده الشعائر الحسينية لأنها تحثهم على نصرة المظلوم والتضحية في سبيل ذلك لان الحسين ضحى بنفسه من اجل الحق وانحراف دين محمد الى دين الملوك والاباطرة في الاستعباد والطبقية.

كثر الكلام في الآونة الاخيرة عن نزع سلاح حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وليس كلام بل ضغوط امريكية تمارس بشكل يومي على الحكومة في لبنان والحكومة في العراق، وهناك عمل مدروس في اعادة الفتنة السنية الشيعية، والشيعية الشيعية وقتل الاقليات كما حدث في سوريا، وقد فعل الشيطان الاكبر الافاعيل في ضرب اكبر قوة شيعية في العالم وهي الجمهورية الاسلامية الايرانية بحجة تخصيب اليورانيوم وصناعة القنبلة النووية،

لكن الحقيقة هي انها ومحور المقاومة من افشل مشاريع الهيمنة والتقسيم والتطبيع ، لذلك تعرضت للحصاروسبحان الله تورطت بضربها لكنها ردت الصاع صاعين وبأسلحة لم تكن تتصورها، فرفع النتن راية الانهزام فأوقفت الحرب من قبل ترامب ، واليوم الغرب والعرب بخدمتهم والصهاينة على راسهم يفرضون التطبيع واخضاع شعوب المنطقة وفقط الشيعة يرفضونه، اسقطوا النظام في سوريا لأنه يقف ضد اسرائيل، واستبدلوه بنظام جديد صاحب فكر احادي سلفي،

وبرعاية امريكية تركية إسرائيلية وبدعم مالي عربي جند الالاف من الايغور والاوزبك والتوركمنستانين وغيرهم من مقاتلي داعش والنصرة في جيشه ، وبرغم من ارتكابه المجازر بحق العلويين الذين سلموا سلاحهم بعد الوعود بعدم التعرض لهم، وبعدها ما حدث في السويداء ضد الدروز من حلق للشوارب والقتل والذبح وتدخل اسرائيل بحجة انقاذ الدروز من قوات الجولاني وما بعدها تم ادخال ما يسمونهم بالبدو على الخط لضرب الدروز وهنا وجدت اسرائيل لها موضع قدم في سوريا،

والدروز اليوم يطالبون بإدارة ذاتية، وهناك نفوذ تركي وامريكي، هذا التقسيم لسوريا وضعفها سوف يشكل خطر على الشيعة في لبنان والعراق ومن خلفهم ايران، في لبنان يتم وضع حزب الله بين خيارين احلاهم مر بالتخلي عن سلاحه وسيكون وبوعود امريكية بكف اسرائيل عن قصفه بالمسيرات والطائرات الحربية وبدون ضمانات امريكية او غربية، اوالاحتفاظ بسلاحه وسيعرض نفسه للخطر من اسرائيل وداعش وهي على الابواب ،

فإما يذبح مثل ما تذبح الخراف او يدافع عن نفسه بسلاحه وطبعاً سوف يختار عدم تسليم السلاح، وما يزيد الاذلال ان السلاح الثقيل لا يسلم للجيش اللبناني حتى يستفاد منه وانما يتم تدميره كما تطلب اسرائيل وجعجع وغيره من العملاء!،

وراينا ماذا فعلوا بغزة من قتل وتجويع للأطفال والنساء والعالم ينظر ويتفرج لانهم لا يستطيعون ردع التفوق في السلاح لان هناك حصار عليهم من جميع الدول العربية المحيطة بهم، لأنها تريد التخلص منهم والسيطرة على جميع الموارد في الاراضي الفلسطينية، ونفس الشيء يمارس ضد الحشد الشعبي في العراق فيتم شيطنة الحشد وانه يستخدم سلاحه في حرق الابار في الاقليم ويهدد الاقليم ويهدد المناطق السنية، ويستخدم سلاحه في اخضاع الاخرين وفرض الامر الواقع وهو لا يخضع لقانون الدولة، واخرها قضية مدير الزراعة في الدورة،

وسوف تزداد الاستهدافات والتسقيط وسوق الاتهامات في قادم الايام، لان مصدر قوة العراق ولبنان هم الشيعة وسلاحهم وهم الوحيدون من يقف بوجه اسرائيل، لذلك تسعى الولايات المتحدة وبكل نفوذها بمنع تشريع قانون الحشد في البرلمان، وتجريده من سلاحه او دمجة على الدفاع او الداخلية، وشهدنا في الشهر الماضي كيف تم عرقلة تسليم الرواتب لمنتسبيه،

كل هذا حتى لا يقف الشيعة بوجه التوسع الاسرائيلي والتطبيع معها من قبل الدول العربية، ويتم تحضير داعش اذا لم يتم تسليم السلاح، وهذه المرة داعش تمتلك طائرات ودبابات ودعم دولي واقمار صناعية ومسيرات متطورة من بيرقدار التركية وغيرها، وهذه المرة ليس فقط يبقرون البطون ويذبحون على الهوية، بل سوف يدمرون المدن ويحرقون العتبات ويقتلون من يتشبثون بالسلطة ويحتفظون بمزاياها لأنفسهم وعوائلهم، كما في قائمة السفراء الاخيرة من عوائلهم خاصة،

وكل شيء مهم بالدولة لهم ولأبنائهم وحواشيهم، وبدل من تمكين اصحاب العقول والمعرفة والدين والضمير الحي يمكنون الفارغين واصحاب الاشكال الجميلة والذين يلبسون الماركات العالمية!!، وكأنهم لا يقرؤون التاريخ وكيف دخل المغول لبغداد، وكان الاجدر بهم طوال 20 سنة ادخال اسلحة ومنظومة دفاعية وتقوية المنظومة الدبلوماسية بأناس مهنين والمنظومة المعلوماتية بعقول من ذوي الاختصاص،

وهم لا يعلمون ان من يحميهم ويحمي قصورهم وامبراطورياتهم هم الحشد الشعبي واولاد المحافظات الجنوبية والمناطق الشعبية الفقراء المحرومين، فالتضحية بسلاح الحشد تعني التضحية بالدولة بجميع مفاصلها، وان الاعتماد والثقة بالأمريكان كالذي يحسب السراب ماء،

وهم شاهدو الانظمة كيف هوت بعد انتهاء دورهم في الحكم، نعم على الحكومة مصادرة سلاح العصابات المنظمة وسلاح بعض افراد العشائر غير المنضبطة، وسلاح الجهات الخارجة عن القانون، ولكن عدم التخلي عن سلاح الحشد فهو الضمانة لبقاء الحكومة نفسها، وان البديل حكم داعش وخلفها اسرائيل .

شاهد أيضاً

الزراعــــة: خطوات تنفيذية مشتركة لتعزيز الأمن الغذائي في العراق

أعلنت وزارة الزراعة، عن اعتماد سلسلة من الإجراءات التنفيذية المشتركة بين الوزارات بهدف تعزيز الأمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *