عدنان علامه ||
بالإستناد إلى المعطيات الواردة من وسائل الإعلام العبرية، يتّضح أن الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة نفسية غير مسبوقة تهدد تماسكه وقدرته القتالية، وتنعكس بوضوح في تفاقم أعداد الجنود المصابين نفسيًا، والإنتحار، والإصابات العملياتية.
#أزمة نفسية متصاعدة
تُقدّر وزارة الجيش أن نحو 100 ألف جندي سيصنفون كمصابين نفسيًا أو جسديًا بحلول عام 2028، في حال استمرت الحرب.
فمنذ 7 أكتوبر، تم تسجيل 18500 إصابة في صفوف الجنود، بينهم 3800 مصاب باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بينما يطالب آلاف آخرون بالاعتراف بإصابتهم النفسية دون جدوى. هذه الأعداد المهملة تمثل قنبلة موقوتة على الجبهات، خصوصًا أن أكثر من نصف الجرحى يعانون من مشاكل نفسية، مما يعكس فقدان السيطرة داخل الجيش.
#تصاعد حالات الانتحار
منذ بداية عام 2024، أقدم 15 جنديًا على الانتحار (7 في الخدمة النظامية، 7 احتياط، 1 دائم)، فيما وصل الرقم السنوي إلى 21 حالة انتحار. هذا يعكس تدهورًا في الدعم النفسي وغياب الحاضنة الطبية داخل المؤسسة العسكرية.
#تراجع الكادر الطبي وتضخم الإصابات
يُضاف إلى الأزمة النفسية نقص حاد في الكادر الطبي النفسي، نتيجة هجرة عدد كبير جدًا من الأطباء إلى الخارج هربًا من انعدام الأمان. بالتوازي، يزداد عدد الجرحى الذين أصبحوا من أصحاب الاحتياجات الخاصة، مما يُرهق البنية التحتية العسكرية والطبية ويضغط على أجهزة التأهيل.
#فوضى في الجبهات وانفلات ميداني
تشير التقديرات إلى أن عددًا من هؤلاء المصابين نفسيًا يخدمون على الجبهات الأمامية، ما يعني أن قراراتهم القتالية غير مستقرة وقد تُسهم في ارتكاب مجازر أو أخطاء جسيمة. ويُلاحظ ارتفاع “الإصابات العملياتية” (حوادث ناتجة عن سوء التنسيق أو أخطاء داخلية) إلى 17%، وهي نسبة خطيرة في جيش يُصنف في المرتبة 19 عالميًا.
#نتنياهو: تهديد داخلي؟
أمام هذا الانهيار المعنوي، يتمسّك نتنياهو بخوض مغامرات عسكرية عبثية مدفوعًا بجنون العظمة وإضطرابات نرجسية تزداد وضوحًا، في حين أن الواقع الميداني والعسكري ينذر بانفراط عقد الجيش.
وبناءً عليه، فإن الإصرار على الاستمرار بالحرب في ظل هذا التصدّع النفسي والجسدي ليس فقط تهديدًا لغزة، بل تهديد وجودي لبنية الجيش الإسرائيلي نفسه، وقد يشكّل بداية سقوط
نتنياهو ومشروعه السياسي-العسكري.
وإنَّ غدًا لناظره قريب
29 تموز/يوليو 2025
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
