بشاعة جريمة التجويع الصهيونية في غزة..!

إياد الإمارة ||

 

لم يكتفِ الكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين بكل ما ارتكبه من مجازر وجرائم دموية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة منذ السابع من تشرين الأول (٢٠٢٣)، بل أضاف إلى سجله الوحشي جريمة لا تقل فظاعة، بل ربما هي الأبشع: جريمة التجويع الممنهج، التي فاقت كل معايير البربرية، وعرّت كل الأقنعة الزائفة للمنظمات الدولية، والنظم العربية، والعالم الذي يدّعي الإنسانية.

لقد استخدم الكيان الصهيوني الإرهابي التجويع كسلاح إبادة جماعية، مخالفاً بذلك كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ..
أُغلقت المعابر، مُـنِـع دخول الغذاء والماء والدواء، واستُهدفت البنى التحتية ومخازن الإغاثة، وحتى فرق الإغاثة الدولية لم تسلم من القصف.
آلاف الأطفال الفلسطينيين باتوا يموتون جوعاً وعطشاً في مشهد يعجز عنه الوصف، ولا تجرؤ الكاميرا على نقله كما هو، لبشاعته وجرحه للضمير الإنساني.

الطفولة الفلسطينية اليوم تواجه الموت البطيء أمام عدسات العالم، والعالم يكتفي بالتنديد الباهت، إن تندد، أو بالصمت العاجز والمخجل!
أين هي المؤسسات الإنسانية الكبرى؟
أين مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة؟
أين هم مَـن مشاهد الرضع الذين يموتون من الجوع؟
أين هم من أمعاء الأطفال التي تفرغت إلا من العذاب؟!

أما الموقف العربي والإسلامي، فهو جرح غائر لا يقل ألماً عن الجريمة الصهيونية نفسها ..
معظم الدول العربية وقفت موقف المتفرج، وربما بعضها مارس دور

“الوسيط البارد”
الذي يسعى لإخماد النيران دون إزالة سبب اشتعالها، أو التخفيف من لهيبها على الأقل.
أنظمة تخلّـت عن مسؤولياتها العقائدية والقومية والإنسانية، وركنت إلى التبرير أو الاكتفاء بالتصريحات الفضفاضة بينما يُـباد شعبٌ بأكمله تحت سمعهم وبصرهم.

حتى الدول الإسلامية الكبرى، ذات النفوذ الاقتصادي والسياسي، اكتفت بالتعاطف اللفظي، وكأن فلسطين قضية تخص شعباً بعيداً لا تربطهم به لا عقيدة ولا تاريخ ولا دم!
أمة المليار ونصف مسلم أصبحت عاجزة عن إيصال رغيف خبز لطفل جائع في غزة!

أما الشعوب، رغم تحركاتها الغاضبة في بعض العواصم، فبقيت مكبّـلة بين أنظمة لا تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء، وعالم لا يصغي لصوتٍ لا يخدم مصالحه المباشرة.

جريمة التجويع في غزة ليست عارضاً حربياً، بل هي:
١- سياسة صهيونية إرهابية ممنهجة لإخضاع شعبٍ لم ولن ينكسر.
٢- وهي علامة فاصلة في سجلّ الوحشية البشرية.
٣- وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.
٤- ونقطة سوداء في تاريخ المواقف العربية والإسلامية التي يُـفترض أن تكون نصيرة للحق، لكنها اليوم متقاعسة عن أبسط صور النجدة.

وفي ظل هذا الظلام، يبقى الأمل في وعي الشعوب الحرة، وفي صمود المقاومة، وفي إرادة أبناء غزة الذين يُـثبتون للعالم كل يوم أن الجوع لا يكسر الكرامة، وأن الموت واقفين أشرف من حياة العبيد.

فليُـسجل التاريخ:
في غزة يُـجَـوَّع الأطفال أمام أعين العالم، ويصمت المتحضرون، ويقف الأحرار وحدهم في وجه الطغيان.

 

شاهد أيضاً

دراسة: تلوث الهواء يهدد القلب بصمت

وجدت دراسة جديدة أن التعرّض الطويل الأمد لملوثات الهواء الشائعة يسرّع تطوّر مرض الشريان التاجي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *