تركيـــــا أردوغــــــان.. مطية صـ ــهيونية بلا عنوان..!

يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غزة وكأنه أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا رئيس دولة تركية كانت لها يومًا نفوذ واسع في المنطقة، بل وتُتهم بدورها التاريخي في تسليم فلسطين والعديد من الدول العربية إلى بريطانيا في عهد الإمبراطورية العثمانية.

مقال للكاتب | محمود المغربي 

كما تُعتبر تركيا من أكبر المستفيدين من الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، ومن الحصار البحري الذي تفرضه اليمن في البحر الأحمر.

على إسرائيل فموانئ تركيا تُستخدم لاختراق هذا الحصار، وتوفير احتياجات الكيان الصهيوني من مختلف المواد، مما يقلل من فعالية الإجراءات اليمنية ويحد من نتائجها.

ومن جانب آخر، فإن أردوغان يُعدّ الزعيم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين على مستوى العالم؛ جماعة الإخوان التي تاجرت بالقضية الفلسطينية لعقود، وجعلت منها سُلّمًا للظهور والصعود، وجندت ملايين الشباب العربي، الذين تحولوا إلى عبيدٍ وخُدامٍ لفكرٍ وأجندة إخوانية ضيقة. ونجحت الجماعة في جمع مليارات الدولارات باسم فلسطين، حتى أصبحت واحدة من أغنى الجماعات في العالم.

واليوم، وبعد أن أصبحت مصالح الإخوان مع أمريكا التي تسعى إلى تمكين الإخوان من حكم الدول العربية، لم يعد لفلسطين أو غزة أي مكان في أدبياتهم أو ضمائرهم. بل إن الحديث عما يحدث في غزة أصبح يُثقل صدورهم، ويُعيق طموحاتهم، ويعرقل تقدمهم. وهناك من يتمنى أن تنفجر قنبلة نووية تبيد أبناء غزة، ويُسكت أصواتهم التي باتت مصدر إزعاج وإحراج للجماعة، وضغطًا على ضمائر من تخدعهم بحقائق مُزيفة عن الإخوان.

وطوال السنوات الماضية، تعرضنا للإساءة لأننا كررنا دائمًا أن الإخوان هم رأس الحربة الذي تستخدمه أمريكا لتمزيق وتفتيت الدول العربية. وكنا جميعآ شهودًا على دورهم الخبيث خلال ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، ورغم ذلك كررنا أن الإخوان لا دين ولا وطن لهم، وأنهم كالجراد يدمرون كل ما يمرون به، ثم ينتقلون بحثًا عن هدفٍ جديد.

وبالطبع، فإن حديثي هنا يخص الإخوان كفكر ومنهج وقيادات، أما قواعدهم فهي ضحايا وقعوا في شرك هذه الجماعة، التي تستغل فطرتهم وإيمانهم وسذاجتهم. ومن بين هؤلاء كثير من الناس الصادقين والمخلصين، وهم بحاجة إلى إعادة تأهيل وتنوير، ليقتنعوا بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست “مسلمين”، بل “إخوانًا للمسلمين”، أي أنها أقرب إلى يهود يرتدون ثياب الإسلام.

خلاصة القول

إن تحويل القضية الفلسطينية إلى أداة سياسية ومصدر دعم شعبي وتمويل، هو ما مارسته جماعة الإخوان على مدى عقود، وانتهجته تركيا في عهد أردوغان لتبرير مواقفها المتناقضة ومصالحها الاستراتيجية.

والآن، وبعد أن أصبحت هذه المصالح تتقاطع مع مصالح القوى الإقليمية والدولية الكبرى، أصبحت فلسطين مجرد بطاقة ضغط في يد من استخدموا القضية لنشر الفوضى وتفتيت الأمة، لا لتحريرها وتوحيد صفوف أهلها.

شاهد أيضاً

دراسة: تلوث الهواء يهدد القلب بصمت

وجدت دراسة جديدة أن التعرّض الطويل الأمد لملوثات الهواء الشائعة يسرّع تطوّر مرض الشريان التاجي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *