وليد الطائي ||
في خطوة جديدة تعكس عزيمة لا تلين، نجحت القوات اليمنية مجددًا في إسقاط سفن بحرية معادية في البحر الأحمر، لتؤكد مرة أخرى أن اليمن – رغم الجراح والحصار – حاضر بقوة في معادلة الردع الإقليمي، ويملك قراره السيادي في مواجهة العدوان والتطاول على شعوب المنطقة.
لقد بات من الواضح أن صنعاء اليوم لا تتحدث من موقع المتفرج أو المتأثر فقط، بل من موقع الفاعل المؤثر، القادر على تغيير قواعد الاشتباك، وفرض إرادته السياسية والعسكرية في ساحة باتت تشهد أشرس صراع على السيادة والكرامة.
ما يحصل في البحر الأحمر لم يعد مجرد “أعمال فردية” أو “حوادث متفرقة”، بل هو تعبير صريح عن استراتيجية متكاملة تبنتها القيادة اليمنية، مفادها: “لا مرور آمناً للسفن الداعمة للكيان الصهيوني والمشاركة في العدوان على غزة”. وهذا الموقف لم يأتِ من فراغ، بل هو نابع من عقيدة راسخة تعتبر فلسطين قضية مركزية، وتربط بين معاناة الشعب اليمني والحصار على غزة.
اليوم، ومع تكرار هذه الضربات الدقيقة والموجعة ضد السفن العسكرية والتجارية المعادية، تتعزز مكانة اليمن إقليميًا كقوة مقاومة لا يُستهان بها، تثبت أنها قادرة على المواجهة البحرية والتكنولوجية، رغم ظروف الحرب والحصار المستمر منذ سنوات.
الرسائل التي يحملها هذا التطور عديدة:
أولًا، أن المقاومة ليست حكرًا على الجغرافيا، بل هي امتداد للمبدأ والإرادة، واليمن خير مثال.
ثانيًا، أن البحر الأحمر لم يعد بحيرة آمنة للقوات الأجنبية، بل تحول إلى ساحة مواجهة مع الشعوب المستضعفة.
ثالثًا، أن زمن العدوان من دون ثمن قد ولى، واليوم تدفع السفن ثمن الصمت على المجازر أو المشاركة في حصار الشعوب.
خاتمة:
إن اليمن اليوم لا يدافع عن سيادته فقط، بل ينوب عن أمة بأكملها في الرد على الظلم والعدوان، ويقدم تضحيات تكتب بماء العزة في سجل التاريخ المقاوم. وما هذه العمليات البحرية النوعية إلا برهان واضح على أن الشعوب حين تقرر أن تقاوم، فإنها تصنع المعجزات… حتى في عرض البحر.
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة