في مسرحية هزلية: نتنياهـــــو يرشّح ترامــــــب لجائزة نوبل للسلام

مقال للكاتب | د. أروى الشاعر

فنتنياهو يعرف نقطة ضعف ترامب جيدًا: رجل نرجسي، يعشق الأضواء، ويلهث خلف الجوائز حتى لو كانت من علب كرتون، ولذا، لم يكن الترشيح سوى لترويض ترامب وشراء ولائه، لأنه يعلم أن طريق التحكم بترامب يبدأ بعبارة بسيطة: رشحتك لجائزة نوبل، إنه زواج مصلحة بين الوقاحة والدجل، بين كاذب محترف، ومُصفّق لا يفرّق بين الحق والنجومية، والنتيجة: مزيد من الدم، مزيد من الادّعاء، ومسرحية ” السلام” التي تُعرض على خشبة من الجماجم. استعراض ونفاق لشخصيتين صهيونيتين مهووستين، كلاهما ممثلان بارعان، لكن المسرحية رديئة،  فالجمهور بدأ يغادر، والدم على الخشبة لا يُخفيه البريق.

في الرسالة التي بعث بها نتنياهو إلى لجنة نوبل، تحدّث عن دور ترامب في جلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط، لكن من يقصد تحديدًا؟ ما يُعرف إعلاميًا بصفقة القرن!? والتي كانت أشبه بصفعة مليئة بالنكبات، هل هو نفسه ترامب الذي أهدى القدس والجولان  لإسرائيل بقرار فردي؟ أم ترامب الذي قطع تمويل الأونروا وشرعن المستوطنات وصفّق للمجازر كأنها نجاحات اقتصادية؟, أي سلام هذا الذي صنعه ترامب؟ سلام الفوقية، حيث يكتب المحتل شروط الحياة لمن يحتلّه؟ أم سلام الابتزاز، حيث يُطلب من الفلسطيني أن يشكر قاتله مقابل تصريح عبور؟ولا تتعجب عزيزي القارئ، حين تقرأ في الرسالة أن السلام مع الفلسطينيين ممكن إذا تمّ ضمان الأمن الإسرائيلي أي الإحتلال الدائم مع سلام على طريقة أفلام الأكشن: اخرج من بيتك، تنازل عن وطنك وسنمنحك تصريح بقاء في قريتك، هذا إذا بقيت قريتك أصلًا! أي بعبارة أوضح: سنسالمكم حين تصمتون، وتتنازلون، وتذوبون وتموتون بهدوء. سلام مشروط بصيغة الإبادة الجماعية وحرية مشروطة برضا المحتل. أما قيام الدولة الفلسطينية، ورفع الحصار، وعودة اللاجئين؟ فهذه في نظرهم خرافات وهمية لا تليق بعالم الواقعية الإسرائيلية!

لكن مهلاً… ألم يقرأ نتنياهو الصحف؟ ألم تصله أصداء المظاهرات حول العالم؟ أم أنه ما زال يعتقد أن بإمكانه تغيير التاريخ بآلة بروباغندا إعلامية، مثلما يحاول تغيير الجغرافيا بجرافاته العسكرية؟ لم يدرك هذا المجرم أن العالم قد تغيّر، وأن الفلسطينيين، رغم المجازر والحصار، يكتبون فصلًا جديدًا من النصر بإرادة  وصمودٍ يُعيد تعريف معنى المقاومة.

شاهد أيضاً

دراسة: تلوث الهواء يهدد القلب بصمت

وجدت دراسة جديدة أن التعرّض الطويل الأمد لملوثات الهواء الشائعة يسرّع تطوّر مرض الشريان التاجي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *