إيران تُـشيّـع شهداء العزة والكرامة مزهُـوّة بالنصر..!

إياد الإمارة ||

في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالفخر، والأحزان بالعزّة، شيّـعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كوكبة جديدة من شهدائها الأبرار الذين ارتقوا وهم يدافعون عن الحقّ، ويواجهون قوى الاستكبار والصهيونية العالمية ..

كانت الجنازات أكثر من مجرّد وداع، لقد كانت إعلاناً صريحاً بأن دماء الشهداء وقودٌ لنار لا تنطفئ في وجه الظالمين، وصوتٌ جهوريّ يقول للعالم:

نحن أمة لا تُـهزم، لأن الشهادة في قاموسنا حياة.

جابت نعوش الشهداء شوارع المدن الإيرانية، تحفّـها الجماهير بالهتاف:

“الموت لأمريكا”، “الموت لإسرائيل”، “هيهات منّـا الذلّـة”،

تُـرفع الرايات وتُـتلى آيات الجهاد والصبر، وكأن إيران، رغم الجراح، تقف شامخة كجبل لا تهزّه العواصف ..

لا انكسار في الملامح، ولا تراجع في الخطاب، بل ثقةٌ مطلقة بأن طريق المقاومة هو درب النصر والتمكين.

هؤلاء الشهداء لم يكونوا فقط أبناء إيران، بل كانوا حماة الأمة، يدافعون عن القدس، وعن محور المقاومة، عن سوريا والعراق ولبنان، وعن كرامة الإنسان في وجه آلة القتل والتجويع والحصار ..

ولهذا، فإن تشييعهم يجب أن لا يكون محلياً فقط، بل كان عربياً وإسلامياً وإنسانياً، تُـعبر فيه شعوب المنطقة عن امتنانها لدماءٍ لم تُـسفك عبثاً، بل زرعت الكرامة والعزّة في تراب هذه الأرض الجريحة.

وإيران، وهي تودّع شهداءها، لم تبدُ دولة مجروحة بل بدت كأمة منتصرة ..

انتصارٌ تحقّـق في صمودها، في وحدة شعبها، في استمرارها بتوجيه الضربات الدقيقة والمؤلمة إلى الكيان الصهيوني، وفي تماسك جبهتها الداخلية التي اجتمعت على شعار:

“الشهادة طريقنا، والنصر وعدنا”.

إن هذه الدماء الطاهرة لا تُـطفئها المؤتمرات ولا تحاصرها العقوبات، بل تُـلهب عزائم الشباب وتُـربك حسابات الأعداء.

وإنّ العدو -وعلى رأسه أمريكا والكيان الصهيوني – يدرك تماماً أن شعباً يُـشيّـع شهداءه بزهو وثبات، هو شعب لا يُهزم، وأن دولة تجعل من الشهادة وساماً، لا يمكن أن تُـركَـع.

سلامٌ على الشهداء في عليين ..

وسلامٌ على إيران، أمّـةُ المقاومة ..

وهي تمضي مزهوّةً بالنصر نحو غدٍ لا مكان فيه للطغاة،

وغداً، ستُـكتب هذه الأيام بمداد الفخر في سجلات التاريخ، أن إيران لم تنحنِ، بل رفعت راية العز شامخة، على أكتاف الشهداء.