أعلن المكتب الإعلامي الحكومي ارتفاع حصيلة ضحايا مجازر الاحتلال في مراكز توزيع “المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” في جنوب قطاع غزة إلى 102 شهيد و490 مصابًا، منذ بدء تشغيل هذه النقاط بتاريخ 27 مايو وحتى الثالث من يونيو 2025، في واحدة من أبشع حلقات القتل الجماعي المتعمد التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المحاصرين.
وفي أحدث فصول المجازر، استشهد 27 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة اليوم الثلاثاء، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على حشود من المواطنين المتجمعين قرب مركز توزيع للمساعدات في محافظة رفح.
وأشار البيان الصادر تحت الرقم (855) إلى أن هذه النقاط، التي تُروج لها سلطات الاحتلال بمشاركة أمريكية على أنها “ممرات إنسانية”، باتت تُستخدم فعليًا كـ”مصائد موت جماعي”، يُستدرج إليها المدنيون الجوعى بفعل الحصار والمجاعة، ليُستهدفوا بالرصاص والقصف أمام أعين العالم.
وأشار المكتب إلى أن هذه المراكز لا تخضع لأي رقابة دولية محايدة، بل تُدار ميدانيًا من قبل الجيش الإسرائيلي وشركة أمنية أمريكية، ما يجعلها – وفق البيان – “نقاط قتل بغطاء مساعدات”، ويصنّفها القانون الدولي ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. و حمّل المكتب الحكومي بغزة، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، مؤكدًا أن استخدام الغذاء كسلاح في سياق حرب الإبادة الجماعية الجارية يشكّل انتهاكًا فاضحًا للمادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
وطالب المكتب الإعلامي الجهات الدولية – وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن – بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وفتح المعابر الإنسانية بعيدًا عن تدخل الاحتلال، داعيًا في الوقت نفسه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق المجازر ومحاسبة مرتكبيها أمام العدالة الدولية. كما عبّر البيان عن الرفض القاطع لما يسمى “المناطق العازلة” و”الممرات الإنسانية” التي يقيمها الاحتلال، مؤكّدًا أنها مجرد أفخاخ دموية يتم من خلالها جمع المدنيين في مناطق قتل مفتوح.
وختم البيان بالتشديد على أن استمرار هذه الجرائم وسط صمت دولي مخزٍ يمثل “وصمة عار في جبين الإنسانية”، ويؤكد مضيّ الاحتلال في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة أمام كاميرات العالم، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي.
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة