الكاتب || محمود المغربي
لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني لم يُخفِ يومًا أهدافه المتمثلة في إقامة “إسرائيل الكبرى”، وهو ماضٍ في التمدد وتحقيق هذه الأمنيات.
لكن أمريكا والكيان يدركان أن تحقيق هذا الهدف فقط من خلال القوة العسكرية الإسرائيلية لن يكون كافيًا. كما أنه إزالة الحواجز التي تعوق تقدم الكيان نحو أهدافه والقضاء على أعدائه عبر جيشه قد يؤدي إلى ضغط كبير على الأنظمة العربية والخليجية الموالية، وقد يسهم في توحيد العرب والمسلمين ضد الكيان الصهيوني، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لوجوده.
لذلك، فإن الخيار الأفضل هو السعي لتحقيق ذلك بطريقة أسهل وأقل تكلفة وأكثر فعالية، وذلك من خلال استخدام الجماعات المتطرفة المصنوعة بأيدي أمريكا والكيان، مثل القاعدة وداعش والإخوان المسلمين، الذين هم على استعداد لإزالة العقبات أمام تمدد الكيان والقضاء على خصومه. كل ما على إسرائيل وأمريكا سوى تقديم الدعم والمساندة لهذه الجماعات لتساعدها في الوصول إلى السلطة والسيطرة على سوريا وغيرها، ثم ترك التنفيذ لها.
وقد حقق الكيان الصهيوني أعظم انتصار له منذ عقود بمجرد أن وصل الجولاني إلى دمشق وتمكن من حكم سوريا، حيث تحولت سوريا في ليلة واحدة من دولة معادية تشكل قلقًا للكيان إلى دولة صديقة تحمي ظهره، وتم قطع خطوط إمداد المقاومة وإخراج إيران من المعادلة، وتَمكّن الكيان من السيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي السورية.
أما المكاسب الكبيرة الأخرى للكيان نتيجة تمكين الإخوان وداعش والقاعدة في سوريا، فسوف تظهر بعد إكمال الاستعدادات وتقوية الجولاني، الذي يعمل على تحويل سوريا إلى معسكر كبير للإخوان وداعش والقاعدة. وفي الوقت المناسب، سوف تتحرك ما يسمى بالدولة اللبنانية نحو سحب سلاح حزب الله وإثارة غضبه، ليدخل في مواجهات تمنح الجولاني الفرصة للتدخل والقضاء على حزب الله بمساعدة الكيان وتركيا والسعودية وأمريكا، ومن ثم تقاسم الأراضي اللبنانية مع الكيان.
بعد ذلك، سيتجه الكيان نحو العراق الذي يعاني من الفقر والانقسام والضعف، وبمساعدة تركيا والكيان والسعودية، سيقوم الجولاني بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي والسيطرة على مساحات واسعة منه حتى يصل إلى الكوفة. وسينطبق نفس السيناريو على الأردن، حيث يتم تقاسم أراضيه مع الكيان.
كل هذا سيتم دون أن يخسر الكيان شيئًا، بل على العكس تمامًا، سيؤدي ذلك لا إلى توحيد العرب والمسلمين، بل إلى انقسامهم وتفتتهم، ليُمهَّد الطريق أمام قيام “دولة إسرائيل الكبرى”.
وهذا بالفعل ما يتم العمل عليه الآن… ولله الأمر من قبل ومن بعد.
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة