(مركز بدر للدراسات الاستراتيجية)
❖ نداء إلى المجتمع الدولي.. ومخاوف من انهيار شامل وسط مشهد متأزم ومفتوح على كل الاحتمالات،وجّه المجلس الانتقالي الجنوبي نداءً رسميًا إلى مجلس الأمن والمبعوث الأممي والرباعية الدولية، محذرًا من انهيار شامل في جنوب اليمن، وانفجار شعبي وشيك تحت ضغط الأزمة المعيشية المتفاقمة.
لكن ما بدا كصرخة إنقاذ، كان في جوهره اعترافًا صريحًا بعجز مزدوج:
عجز الحكومة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي التي تدير الجنوب شكليًا، وعجز المجلس الانتقالي نفسه الذي يفرض سيطرته الفعلية على الأرض.
في عدن، تختنق الحياة اليومية تحت وطأة انقطاع الكهرباء، تأخر المرتبات، وتهاوي العملة، وسط فراغ إداري مريع، وغياب أي حلول ملموسة، فيما تبدو المدينة أقرب إلى الانفجار منها إلى الإنقاذ.
❖ اعتراف ضمني بالعجز.. وتبرير رسمي للموقف
في تصريحات رسمية من العاصمة عدن، قدّم مختار اليافعي، نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بالمجلس الانتقالي، اعتذارًا علنيًا للمواطنين، مؤكدًا أن المجلس يشعر بمعاناة الشعب ويعيشها، لكنه سارع إلى التوضيح بأن المجلس “لا يمتلك الصلاحيات الكاملة”، وأنه “لم يُمنح السيطرة التامة على مفاصل الدولة في عدن ولا على مواردها”.
هذا الخطاب، الذي حمل بين سطوره تبريرًا واضحًا للعجز، كشف عن أزمة ثقة داخل بنية السلطة نفسها، حيث ما يزال المجلس الانتقالي شريكًا في حكومة لم يستطع – أو لم يُسمح له – بإصلاحها.
ومع تصاعد الغضب، تتزايد لهجة التبرير الرسمي من قبل الأطراف المسيطرة، في مشهد يعكس فشلًا مركبًا وصدامًا خفيًا بين المجلس والحكومة، تغذّيه المصالح الشخصية وتضارب الأجندات، لينعكس كل ذلك مباشرة على المواطن الجنوبي المنهك.
❖ رسائل للخارج.. ولجان للطوارئ في الداخل
في مواجهة هذا الواقع، أعلن المجلس عن تشكيل لجنة طوارئ دائمة لمتابعة الأوضاع، وقرر إلغاء الفعاليات “غير الضرورية” لتوجيه الدعم الإنساني بشكل مباشر نحو التخفيف من معاناة المواطنين.
كما بعث برسائل إلى الأمم المتحدة، والمبعوث الأممي، ودول التحالف، في محاولة للضغط من أجل تحرك إقليمي ودولي عاجل.
بعد أكثر من عشر سنوات من الفشل الذريع الذي يخيّم على قيادات الجنوب، يلجأ المجلس اليوم إلى نداء الاستغاثة، في ظل غياب أي حلول جذرية، ومواجهة تدهور متسارع للأوضاع.
فهل تراجع تلك الحكومة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي حساباتهما قبل توجيه الرسائل للخارج، خاصة وأنهما السبب الرئيسي في هذه الأزمة؟ وهل يستجيب المجتمع الدولي قبل أن تتفجر الأوضاع وتخرج الأمور عن السيطرة؟ أم أن الجنوب مقبل على مرحلة أكثر اضطرابًا وعنفًا؟
❖ تناقضات الخطاب.. بين الوصاية والتمرد
• تصريحات المجلس الانتقالي الجنوبي كشفت عن تناقض بنيوي في موقفه السياسي:
فهو من جهة يعترف بالشراكة مع حكومة لم تجدِ، ويطلب دعم التحالف العربي، ومن جهة أخرى يلوّح بخيارات مفتوحة قد تشمل “أوراق ضغط” ضد ذات التحالف إذا لم يتم التحرك بسرعة.
• الواقع في عدن لا ينتظر خطابات سياسية ولا لجان طوارئ.
فالكهرباء ما تزال منقطعة، الرواتب متأخرة، الأسعار في تصاعد، والعملات تنهار.
المواطنون في الجنوب يعيشون يوميًا معاناة تجاوزت حدود الاحتمال، وسط غياب أي حلول حقيقية على الأرض.
➢ إلى أين يتجه المجلس الانتقالي والحكومة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي؟
▪️ في ظل هذه الأزمات، يعاني المجلس الانتقالي من تناقضات،هذا الموقف يعكس حالة من الارتباك وعدم اليقين ما قد يدفع المجلس إلى تحركات ميدانية أو سياسية تصعيدية.
▪️ الحكومة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي، فتواجه فقدان السيطرة على زمام الأمور، وتكافح لتقديم حلول جزئية بينما يزداد الاحتقان الشعبي.
استمرار الفشل الحكومي قد يؤدي إلى زيادة الاحتجاجات، ما يهدد بإحداث اضطرابات أمنية وسياسية.
➢ سيناريوهات
o تفتت السلطة: تزايد الانقسامات داخل المجلس الانتقالي والحكومة، مما يفاقم أزمة الحكم ويضعف القدرة على إدارة الأزمة.
o انفجار اجتماعي: خطر انفجار شعبي شامل يؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي والاقتصادي.
o الفشل يقلل نفوذ التحالف، ويرفع دعوات التحرر من الوصاية الخارج.
(مركز بدر للدراسات الاستراتيجية)
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة