في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية..!

لشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||

ونحن على أعتاب الذكرى ( ٤٦ عاما )لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ، ما تزال الثورة الاسلامية التي فجرها الامام الخميني رضوان الله عليه العالم الرباني في ايران_ رغم الحرب الظالمة التي شنها البعث الصدامي المجرم عليها وذهب جراء ذلك الخسائر الفادحة من الطرفين ، ورغم العقوبات الاقتصادية الكبيرة عليها ، ورغم ما تتعرض اليه من حرب ناعمة وعملية تجهيل للمجتمع العربي والإسلامي بخطر هذه الثورة وشيطنتها _ تواصل ثباتها وتقدمها وازدهارها وانجازاتها. ولأجل ذلك يمكن اجمال اهم منجزات الثورة المتحققة ومنذ انطلاقها بما يلي .

١. الاستقلال والحرية وعدم التبعية وعدم الاحتلال من قبل امريكا وعدم وجود القواعد الجوية والهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية غاية وأمنية كل انسان شريف يعيش في بلده ، ولذلك ترى كل بلدان العالم الاسلامي والعربي اما محتلة او تهيمن وتسيطر عليها امريكا وقادتها دمية بيد امريكا.
لكن ايران الإسلام بعد ان كانت خاضعة ذليلة لامريكا استطاعت ان تحقق الاستقلال والحرية وان يكون الشعب هو صاحب السيادة في كل مؤسساته …..

٢. الهوية الاسلامية، فالدولة العثمانية كانت اخر تجربة اسلامية لقيادة المجتمع فهي وان كان لنا عليها ملاحظات ، ولكن بنهايتها انتهى الدور السياسي لحاكمية الاسلام للامة ، ولكن الثورة الاسلامية في ايران بعد أكثر من مائة عام جاءت فجددت قيادة الاسلام ودوره في قيادة الأمة والمجتمع ….
وبالرغم من ان الثورة الاسلامية نبعت من تراث وفكر اهل البيت عليهم السلام ، والعالم الاسلامي الاكثرية من المذاهب الاخرى، ولكن استطاعت هذه الثورة ان توجد حالة الصحوة الاسلامية في العالم العربي والإسلامي وان تلهم الشباب المسلم في كل العالم الاسلامي الحياة وان تعيد له هويته الاسلامية بعد ان دب اليأس في نفوسهم من حكامهم وكان الأكثر تأثرا بالتجربة شباب العراق المؤمن والصالح …

٣. اهم منجز من منجزات الثورة الاسلامية هو دعمها لكل ابناء الامة للوقوف امام الهيمنة الامريكية والغربية وان تستعيد الامة استقلالها وعزتها وكرامتها ، ولذلك فهي لم تفرق بين مسلم شيعي ومسلم سني ، ولذلك استطاعت الجمهورية الإسلامية ان ترجع القضية الفلسطينية الى الواجهة العالمية وان تحول ثورة الشعب الفلسطيني من ثورة الحجارة الى البندقية والصاروخ والطائرات المسيرة وان تفضح امريكا والغرب واسرائيل امام العالم بانتهاكهم وجرائمهم اللانسانية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني …..

٤. أما فيما يخص العدالة الاجتماعية ، فكانت الدولة بكل مواردها تتعرض الى النهب والسلب من بهلوي وعائلته وحاشيته ومسؤولي نظامه وكانت هناك هوة بين الطبقة الحاكمة والمجتمع ، وهذا أدى الى فقدان العدالة الاجتماعية وارتفاع نسبة الفقر في ايران بشكل كبير ومهول حتّى وصلت إلى ٤٦% . والماء والكهرباء تكاد تنعدم في القرى والارياف ….
واليوم قائد الثورة ابتداء من الامام الخميني رضوان الله عليه وبعده الامام الخامنئي يعيشون الزهد وشطف العيش في مسكنهم وملبس وماكلهم وبقية شؤون حياتهم ولهم اسوة حسنة بالنبي الاكرم صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار عليه السلام . ولاجل ذلك فهم
يسعون ويحرصون الى خدمة المجتمع وتقديم كل الخدمات الاساسية والضرورية وايصالها الى البيوت في كل المدن والقرى كالماء والكهرباء والغاز وعلى مدار ٢٤ ساعة وبارخص الاسعار ، بالاضافة الى الضمان الصحي ، وتوزيع المبالغ المالية التي شرعت في زمن الرئيس محمود نجاد ….

٥. في مجال التقدم في البحث العلمي والتكنلوجي فايران قبل الثورة كانت لا تمتلك الا عدة جامعات موجودة في المدن الكبرى ولم تكن معروفة في الابحاث العلمية واليوم تجاوز عدد الجامعات والمعاهد العلمية الحكومية والاهلية الى المئات.فصارت ايران تحتل مرتبة متقدمة في عدد الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات الدولية، خاصة في مجالات الكيمياء، الهندسة، والعلوم الطبية.و وفقًا لبعض الإحصائيات (مثل SCImago)، إيران كانت من بين الـ 15 دولة الأولى في العالم من حيث عدد الأبحاث المنشورة في السنوات الأخيرة.
ومن حيث الابتكار والتكنولوجيا إيران لديها برامج بحثية متقدمة في مجالات مثل الطاقة النووية، تكنولوجيا النانو، والفضاء.
وفي عام 2022 فقد وصلت ايران إلى المركز الـ 15 عالميا بأكثر من 78 ألف إنتاج علمي.

٦. واما الصناعات في ايران فقد بلغت الذروة رغم التحديات والحصار والعقوبات فايران تمتلك الصناعات النووية وصناعة الصواريخ وصواريخ الفضاء وإيران من الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا النانو على مستوى المنطقة. وإيران تنتج معدات عسكرية متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة (الدرونز)، والصواريخ، والغواصات، وأنظمة الدفاع الجوي. وإيران لديها صناعة سيارات محلية، وتعد من أكبر منتجي السيارات في الشرق الأوسط. وإيران لديها صناعة بتروكيماوية متطورة، وتعد من أكبر المنتجين في العالم في هذا المجال ،و إيران اصبحت من الدول المتقدمة في مجال صناعة الأدوية وإنتاج اللقاحات والأدوية البيولوجية. وإيران تعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وايران تنتج مجموعة من الأجهزة الإلكترونية والمنزلية، مثل التلفزيونات، الثلاجات، وأجهزة التكييف.وغيرها من الأجهزة.

٧. واما في مجال الزراعة والثروة الحيوانية ومنتوجات الالبان فهي مكتفية داخليا وتصدر بعض من منتوجاتها الزراعية كالحبوب والفاكهة والخضروات والمكسرات والزعفران الذي تنتج منه ٩٠% من الزعفران في العالم .

واما منتوجات الالبان فتعتبر ايران من افضل دول المنطقة في انتاج الالبان المختلفة وفيها افضل الشركات مثل كاله وبكاه وميهن ، وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن إيران هي أكبر مصدّر لمنتجات الألبان في قارة أسيا…

📍فهذه الانجازات لهذه الدولة نتيجة القيادة الصالحة واعتمادها على الله تعالى وشعبها واستقلالها رغم كل الظروف المحيطة بها..

حفظ الله تعالى هذه الدولة الإسلامية وقيادتها الصالحة ، ووفق الله المسؤولين فيها للسعي في تطورها ،ودفع الله عنها شر الاعداء بحق محمد وال محمد …

شاهد أيضاً

“رأيته بأم عيني”… زينب ابنة السيد نصر الله تحسم الجدل حول مصير والدها

أكدت زينب نصر الله ابنة الأمين العام السابق لـ”حزب الله”  السيد حسن نصر الله استشهاده، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *