الجولاني تطور لكن لم يتغير..!

حسام الحاج حسين ||

قبض احمد الشرع على زمام السلطة في سوريا ورسخ مكانته من خلال تجنيد الآلاف من عناصره في أركان الدولة وفرض نفسه بوضع اليد كقوة على الأرض .لكن مازالت الشكوك تراود الكثيرين حول العالم على شكل مستقبل سوريا في ظل الجولاني وحكومة اللحى .

معتكفين على هندسة الأولويات في دمشق تحت ظل كثيف من الرعاية و الوصاية التركية واحد اهم محركاتهم الأيديولوجية هو الأسلام السياسي الأخواني .
ربما يتحول الجولاني الى المرشد العام للأخوان المسلمين في سوريا و يتمتع بالأدارة من الخلف .

وهو اسلوب تعودت عليه الحركة منذ قرن من الزمن في مسيرتها السياسية .
كان سقوط نظام الأسد هو نقطة تحول لصالح الأسلام السياسي السني وان المعارضة السورية قد ذابت مثل الجليد ولم نسمع لليبراليين او المدنيين او اليساريين اي وجود يذكر .

حتى منصات القاهرة وموسكو والأستانة تبخرت بقدرة القادر ..!

الجولاني نموذج للمكر والخداع وهو قابل للتطور لكن غير قابل للتغيير . ولد من رحم القاعدة وانتقل الى احضان داعش ونسلخ منها الى الرعاية الأخوانية تلك الجماعة البراغماتية، وقادتها على مرالتاريخ ليسوا الأكثر ذكاءً وإن كانوا الأكثر دهاءً بين غيرهم ،،!

صحيح انهم نجحوا في أن يُحافظوا على تنظيمهم لأكثر من تسعة عقود، لكنهم فشلوا بالنهاية في أن يستمروا في الحفاظ على مكتسباتهم التى منحتها لهم الصدفة او ثورات الربيع العربي .

جبهة تحرير الشام هم الجماعة الأكثر مكرًا بين غيرهم في سوريا لذلك عاشوا كثيرًا بين النّاس خاصة في ادلب . فأخذوا وقتًا في فهم متطلبات السلطة وكشف حقيقة دواعي النفوذ والسيطرة ؛ الجولاني فهم هندسة الأحتياجات السياسية المحيطة ب سوريا ؛ فتارة يقدم نفسه على أنه شخصية دعوية وتارة أخرى يتبراء من هذا الوصف ويميل إلى كونه شخصية سياسية،

وتارة يكشر عن أنيابه هنا وهناك وتارة يصف نفسه بانه متسامح لكن ربما ينحاز الى العنف، ومن هنا يجتمع حوله الجمهور المتحول و التواق للخلاص والذي تستقطبه الفوضى دائما ..!

ربما يحالف الجولاني الحظ لبعض الوقت مثل المرحوم محمد مرسي في الخروج من عباءة المحفل الإخواني ، لكن لايستطيع التكيف ربما مع الأملاءات الخارجية التي تطالبه بالديمقراطية والتي يكفر بها في قرارات نفسه . أن ديدن التلون والانتهازية واضح من خلال ملامح الحكومة وشخوصها ،

خاصة بعد محاولته ركوب الموجة التي دفعها مجداف التحالف المناهض للأسد في انتهازية مقيتة بعد الانتصارات التي تحققت على الجيش الهش للنظام والتي كانت قصة هروبه البوابة الكبرى لدخول دمشق

من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها .!

ارتدى الجولاني ربطة العنق واخذ يبتسم للجميع وتسلح بعد ذلك بمكر الدبلوماسية وبراغماتية الأيدولوجية ،، وهرول إلى اللجوء إلى أعداء الأمس والتحالف مع عدو العدو .

والسعي بتشكيل ائتلاف مع القوى الاشتراكية واليسارية – وهم ممن حاربهم يوما تحت لواء التكفيريين- وتأسيس مظلة مشتركة الى حين القبض على مقاليد الحكم في دمشق بالقوة والقهر ..!

شاهد أيضاً

جامعة بغداد: استحداث كلية “علمية” بتخصصات تخدم سوق العمل

أكدت جامعة بغداد، اليوم الإثنين، أنها تعمل وفقاً لتوجيه من الوزير نعيم العبودي على استحداث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *