الاحداث الاخيرة وتداعياتها على المنطقة..!

محمد الكعبي ||

ان الاحداث الاخيرة تلقي بظلالها على المنطقة وعلى نوع التحالفات والتوجهات مع رسم خارطة جديد للمنطقة حسب مجريات الاحداث السياسية والامنية الأخيرة والمتسارعة مع تبدل مواقف بعض الدول لأسباب مختلفة فجعلت المنطقة تعيش أزمة كبيرة من خلال المتغيرات وتبدل الكثير في المواقع والمواقف والسيناريوهات وشكل النتائج المترتبة على تلك المقدمات،

فكان لزاما علينا الوقوف على المستجدات السياسية على الساحة الدولية والاقليمية وترتيب اوراقنا وفق مصالحنا وقد تكون هناك قرارات تفرض على بعض الجهات والدول لا تنسجم مع تطلعات البعض لذا يحتاج الفاعل السياسي أن يملك القدرة والقوة والامكانية والرؤية والمرونة المنبثقة من واقعية من خلال ما يملك من اوراق قوة وملفات تعينه على التفاوض وتقديم وتأخير واعطاء واخذ ما يريد ،

وهذا مرهون بقدرة المفاوض السياسي وما يملك من مصادر قوة تعينه على فرض إرادته وهذا يحتاج إلى الدعم الداخلي والخارجي وقوة في الاقتصاد والأمن والجيش والتطور التكنولوجي وغيرها من مصادر القوة وقد تكون دينية أو عرقية أو جماهيرية فتختلف من مكان لآخر ،

فتشكلت تحالفات وتفاهمات وتغيرات في المواقف حسب المصالح العليا للبلدان تماشيا مع المتغير الجديد والذي سيكون تأثيره على جميع المستويات وان خارطة المنطقة سيكون لها وجه جديد ومستقبل مفتوح الابواب قد نجهل نتائجه وتداعياته اذا لم نتعامل معه بحذر وجدية ودقة وان نستحضر كل الأحداث بشكل كامل وشامل بدون تهميش جزء مهما كان بسيطا،

ونسلط الضوء على جميع الاحداث ونربط القضايا فيما بينها ونخوض ببواطن الامور ونقرأ ما بين السطور ونحاول استدعاء الاحداث السياسية والمواقف الدولية والاقليمية البعيدة فضلا عن القريبة لكي تتضح الصورة امامنا فقد يكون هناك حدث بعيدا عنا لكن له تأثيراً فاعلا في جغرافيتنا وقد يكون موقفا سياسيا هنا أو هناك في اقصى المعمورة هو من يفك بعض الغاز المجريات لنتمكن من استشراف المستقبل.

لذا الكثير من الحكومات ارتأت تغيير خارطة تحالفاتها السياسية وفق المتغير الجديد وكل حسب ما يملك من اوراق قوة يفرضها على الاخرين فالمعايير مختلفة هذه المرة خصوصا بعد أحداث غزة ولبنان وتحولها إلى قضية عالمية وسقوط حكومة الاسد ونظامه وانسحاب بعض الفواعل كالروسي والايراني من الساحة السورية وبروز واضح للدور الامريكي و التركي متزامنا مع تغلغل القوات الإسرائيلية في العمق السوري وظهور اكثر من طرف مؤثر على الساحة الدولية والاقليمية فضلا عن المحلية مما يجعلنا نتعامل بشكل مختلف تماما وبحذر وعدم الانجرار خلف العواطف.

بل التفاعل والتعاطي بواقعية مع المتغيرات وحسب القدرات الموجودة لكل طرف لترتيب النتائج على المستوى المتوسط والبعيد واما على مستوى الحدث فقد يعيش البعض نشوة الفوز ويستشعر أنه مميز ومنتصر وقد حقق انجازات تاريخية قل نظيرها أو هو في مأمن من الاحداث وتأثيرها لكن الواقع غير ذلك فالتغيير قادم شئنا أم أبينا ولو على مستوى السياسة والقرارات والمواقف والتحالفات ،

فالشعارات لا تعيد الاموات ولا تشبع جائع ولا تكسي عريانا ولا تبني بلدانا فنحن اليوم نعيش الألفية الثالثة ونحن مازلنا في آخر سلم الحضارة من حيث التطور الصناعي ومازل البعض يعيش على العنتريات والاهازيج متغافلا البيوت الخاوية، وبلداننا خربة اين نحن من المعادلة، ينبغي أن نجعل من امجاد الماضي انطلاقا لمستقبل أفضل نقتبس كل ماهو مفيد يستحق أن ننميه ونطوره وان لانتغافل الواقعية ونفكر ماذا اعددنا للقادم.

إن نفوذ بعض القوة وبروزها مع انكفاء البعض الاخر لمؤشر على بداية عهد جديد وظهور تيارات وتحالفات سيكون لها الصدارة في المشهد مع الاخذ بالاعتبار التعقيد والتباين في الرؤى وسيكون اعادة لتموضعات جديدة وبتوازنات مختلفة لم تكن معروفة مسبقا.

لم يكن سقوط الاسد مجرد حدث عابر بل كان نهاية مدوية لها ارتجاجات كبيرة على المنطقة وخصوصا جيران دمشق فانقطعت الكثير من الخيوط التي كانت تتحكم بمفاصل الكثير من الملفات فالبعض يرى في هذا التغير فرصة تاريخية لأخذ الحقوق والاخر يعتبر هذا الفراغ سوف يكون فرصة لتحقيق توازن حقيقي في توزيع المناصب والسلطات،

وتعويض سنوات من التهميش والاحتقان واخر يعتبره فرصة لترتيب بيته الداخلي أو فرصة للانطلاق بعهد جديد وهناك من يستثمر الحدث لتصفية الخصوم وتسوية الملفات،

فالأهداف والامنيات كثيرة وهناك من سيعيد النظر بجميع الملفات والعلاقات، فالمرحلة تحتاج التأني والتثبت قبل اتخاذ أي قرار يمكن أن يكون له مردودات سلبية،

ونامل أن تكون المرحلة المقبلة بداية لحياة جديدة كريمة ينعم الجميع بها بالأمن والاستقرار والسلام وهذا لا يتحقق بالشعارات بل بالجهود وترك الانا والعمل بشكل جماعي بروح الفريق الواحد المتكاتف الذي لا هم له الا تحقيق الاهداف السامية لتطلعات الشعوب، وينبغي ان يفكر الجميع ان العجلة لا تعود إلى الوراء فالقادم أت لا محالة،فالجميع عليه ان يشد احزمة الامان خوف الانزلاق فالمعادلات والمتغيرات تحتاج إلى رجال دولة .

شاهد أيضاً

جامعة بغداد: استحداث كلية “علمية” بتخصصات تخدم سوق العمل

أكدت جامعة بغداد، اليوم الإثنين، أنها تعمل وفقاً لتوجيه من الوزير نعيم العبودي على استحداث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *