ناجي ألغزي ||
روسيا لن تغادر سوريا دون ضمانات تحفظ دورها في المعادلة الإقليمية، سواء من خلال الحفاظ على قواعدها العسكرية أو تأمين عقودها الاقتصادية في مجال الطاقة وإعادة الإعمار.
وكذلك إيران لا يمكن أن تغادر لأن مشروعها في سوريا يتجاوز كونه دعمًا لنظام الأسد؛ إنه جزء من استراتيجيتها الكبرى لترسيخ نفسها كقوة إقليمية قادرة على تحدي النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة
روسيا وإيران تدركان أن الخروج من سوريا دون مقابل يعادل خسارة نفوذهما الإقليمي وتقويض طموحاتهما الاستراتيجية. وجودهما في سوريا ليس مجرد تحالف مع نظام الأسد، بل هو استثمار طويل الأمد في معادلة توازن القوى في المنطقة، وهو ما يجعلهما متمسكتين بالساحة السورية كجزء لا يتجزأ من رؤيتهما لمستقبل النظام الإقليمي والدولي.
لذلك ، يمكن فهم التواصل الدبلوماسي الإيراني مع هيئة تحرير الشام ضمن سياق لعبة المصالح والتوازنات السياسية في الساحة السورية.
إيران، التي تعتمد على نهج براغماتي في إدارة صراعاتها الإقليمية، قد تجد في هذا التواصل وسيلة للحفاظ على نفوذها في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، ولتأمين مصالحها في ظل التحولات المتسارعة في المعادلة السورية