قال أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم في كلمة مساء السبت، إن ما حصل في سوريا هو سقوط النظام على يد قوى جديدة، معرباً عن أمله بأن تعد هذه القوى الكيان الصهيوني عدوًا وألا يطّبعوا معها.
وذكر الشيخ قاسم، في كلمة متلفزة تابعتها “الغدير” أن “العدوان هو المشكلة وليست المواجهة هي المشكلة، وآلمنا العدو وهجرنا الكثير من المستوطنين أكثر من 200 ألف مستوطن وقتلت المقاومة المئات من الجنود”.
وأوضح، أن “النظام السوري سقط على يد قوى جديدة ولا يمكننا الحكم عليها إلا بعد استقرارها وانتظام الوضع في سوريا، ونتمنى أن يكون خيار الحكم الجديد في سوريا هو على أساس مصلحة البلدين”.
وأوضح قاسم: “نتمنى أن يشرك الحكم الجديد في سوريا جميع الأطراف والقوى في الحكم، ومن حق الشعب السوري أن يختار حكومته ودستوره وخياراته”.
وقال قاسم، إن “حزب الله خسر في المرحلة الحالية طريق الإمداد القادم عبر سوريا لكن هذا تفصيل صغير وقد يتبدل مع الزمن”.
وأضاف، أن “العدو يريد إلغاء أي مقاومة تقف بوجه مشروعه التوسعي على مستوى كل المنطقة، وكنا نتوقع حصول العدوان الإسرائيلي على لبنان في أي لحظة لكن لم نكن نعلم التوقيت وهذا كان قبل طوفان الأقصى وبعده”.
وتابع قاسم: أهلنا كانوا سندا للمجاهدين الأبطال الذين صمدوا في الميدان، وتحملنا وتحمل أهلنا التضحيات الكبيرة لعدم كسر المقاومة”.
وأشار الأمين العام لحزب الله، إلى أن “الجرائم الإسرائيلية كانت تستهدف كسر المقاومة دون أن تنجح وهذه الجرائم ليست إنجازا، عدلنا ما استطعنا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي سلمته تل أبيب إلى الرئيس بري”.
وأكمل، أنه “تم عرض الاتفاق علينا وعلى الرئيس بري وكانت هناك ملاحظات وعدلنا ما استطعنا على الاتفاق وبالتالي هوكستين هو الذي أتى بالاتفاق”.
وقال قاسم، إن “العدو أدرك أن الأفق بمواجهة حزب الله مسدود فذهب الى الاتفاق وهو متفق عليه بين إسرائيل وأمريكا، وكنا سدا منيعا ومنعنا العدو من تحقيق هدف الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان”.
ولفت إلى، أن العدو ذهب إلى وقف إطلاق النار بسبب عوامل القوة والصمود
– العامل الأول: بقيت المقاومة إلى اللحظة الأخيرة بالميدان.
– العامل الثاني: دماء الشهداء وعلى رأسهم دماء نصر الله.
– العامل الثال: الإدارة السياسية المتكاملة والفعالة مع إدارة مقاومة “أولى البأس”.
وأضاف: “لقد صبرنا خلال هذه الفترة على مئات الخروقات الإسرائيلية من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق ولنكشف العدو ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم”.
وأكد أن “الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات الإسرائيلية واللجنة المعنية بمتابعة الاتفاق معنية أيضا، ونحن في حزب الله نتابع ما يحصل ونتصرف بحسب تقديرنا للمصلحة ومجريات الأمور”.
وتابع الشيخ قاسم: “قلنا مرارا وتكرارا وأؤكد مجددا أن فلسطين نقطة الارتكاز لتحريرها في هذه المنطقة، وخير لنا أن نواجه الغدة السرطانية مجتمعين من أجل منعها من التوسع ومن أجل إبطال احتلالها”.
وشدد على أن “المقاومة تربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية على عدوها، وشرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات”.
وأوضح، أن “المقاومة انتصرت لأن العدو لم يتمكن من تحقيق هدفه الأصلي وهو القضاء على حزب الله، والمقاومة مستمرة إيماناً وإعداداً”.
ولفت إلى أنه “لا نعرف الفترة التي ستُسقط فيها المقاومة هذا المحتل فهذه المقاومة تربح أحيانا وتخسر أحيانا والمهم هو استمرارها وبقاؤها في الميدان”.
وبين الشيخ قاسم، أن “المقاومة عندما تقدم التضحيات لا يعني ذلك أنها خسرت بل دفعت ثمن استمرارها، والانتصار أن تبقى المقاومة وأن لا ترد على أصوات النشاز التي تعيش حالة من الخيبة وردة الفعل”.
واكد، أن “التضحيات تزيدنا مسؤولية في مواجهة العدو التوسعي، والمقاومة أنشئت وبينت جدواها وبينت أن العدو لا يمكن أن ينسحب إلا بالمقاومة”.
واختتم حديثه بالقول، أن “حزب الله قوي ويتعافى من جراحاته، والمقاومة مستمرة ولكل مرحلة طرقها وأساليبها وهذا ما سنعمل عليه”.