نافع الركابي ||
شهدت سوريا منذ عام 2011 أحداثًا جسيمة تحولت من احتجاجات سلمية إلى نزاع شامل أدى إلى أزمات إنسانية وسياسية معقدة، تداخلت المصالح الإقليمية والدولية في هذا الصراع، مما جعل القضية السورية محور اهتمام عالمي، فهل مانراه اليوم من أحداث وتصعيد جديد وايقاظ للخلايا النائمة له علاقة بعلامات الظهور؟ أم أنها أحداث عابرة ستنتهي مع مرور الزمن؟
لعل الأحداث الأخيرة في الشام وخاصة في مناطق حلب وما يجاورها شغلت الإعلام الإقليمي والعالمي، وهذا يعتبر احد سيناريوهات المسلسل الذي تديره أمريكا وصبيها الكيان الصهيوني في المنطقة، فهي تحرك أدواتها من العناصر التكفيرية حيث ما شاءت مصالحها في قطع شريان الدعم لل،، م، ق،، اومة في لبنان وفلسطين،
ولا ننسى تأثير الأتراك في هذا السيناريو، وسيلان لعاب أردوغان لضم حلب وادلب وسيطرته على مناطق تواجد الأكراد، لذلك نحن إمام اجتماع أمريكي صهيوني تركي لمصلحة مشتركة، باتفاقيات وتبادل أدوار في غرف مظلمة يدفع ثمنها الشعب السوري، وخاصة الطائفة الشيعية في مناطق نفوذ الجماعات التكفيرية.
حدثتنا الروايات الشريفة في أكثر من مورد عن اختلاف بني العباس فيما بينهم وأن هذا الاختلاف سيؤدي إلى ذهاب ملكهم
وتشتتهم وطمع الناس فيهم، حيث ورد في صحيحة جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام: يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أولها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك لكن حدث به من بعدي.. إلى آخر الحديث في ما يتعلق بالشام.
تتحدث الرواية عن مجموعة من العلامات المترادفة والمتسلسلة في وقوعها، لكن ما يهمنا هو الحدث الأول ضمن هذه السلسة، وهو اختلاف بني العباس حيث أن القارئ للوهلة الأولى يتصور هذا الحدث في زمن الخلافة العباسية في القرون المنصرمة،
لكن الفهم الصحيح والدقيق للرواية ليس بني العباس الأصل، إنما مايوافقهم بالأفعال والشعارات في هذا الزمن، كما ذكر ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في بعض الاخبار في ان رايتهم و ملابسهم سوداء وأسماؤهم الكنى، وهو ما يمثل امتداد لراية ولباس وفكر بني العباس الأصل.
لقد توهم البعض واستعجل كثيرا من العامة وكذلك بعض الباحثين في هذا المجال من إسقاط علامة السفياني الموعود على الجماعات التكفيرية، وهو فهم خاطئ وسطحي ولا علاقة للسفياني بهذه الجماعات، بل انه سيسطر على الشام ويقضي على بني العباس الجدد (الجماعات التكفيرية)،
كما ورد في كثير من الروايات، اضافة إلى كون السفياني رجل علماني كون ان بعض الروايات ذكرت في أنه يأتي وفي عنقه صليب ومنتصرا من الغرب ولم يعبد الله قط.. وهو عكس اعتقادات الجماعات التكفيرية التي تظهر بدافع عقائدي بينما السفياني رجل قومي علماني إن صح التعبير، واحتمالية أن يكون من نفس العائلة الحاكمة اليوم، لوجود عدة قرائن يطول الحديث فيها،
بعد التحليل السياسي للأحداث المذكورة، وطرح العلامة المقاربة لهذا الحدث، أصبح لايمكن التغافل عن ضرورة التقريب بين أحداث اليوم وعلامة اختلاف بني العباس الجدد ان صح التعبير، فما يطمئننا أكثر في احتمالية تطابق هذه الأحداث مع ما ذكر في مرويات أهل البيت عليهم السلام،
هو التسلسل العجيب او كما ذكر روائيا (بنظام الخرز) للعلامات في منطقة الشام، وإن اختلاف بني العباس ماهو الا ضمن هذا التسلسل الدقيق، كذلك ما يجعلنا متتبعين ومحللين للأحداث وطرح العلامات هو أمر الإمام الباقر عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي إن “حدث به من بعدي” أي أن هذه العلامات ما وضعت للترف الفكري إنما للمتابعة، حتى تنير الطريق للمنتظرين.