واثق الجابري |
“الفلسطينيون هم أصحاب الحق والقضية، وأصحاب الأرض والقرار، وليس من حق أحد أن يتنازل أو يتفق نيابة عنهم، وندعم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس”، هكذا كان الأهم في كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في القمة العربية الإسلامية غير الاعتيادية والمنعقدة في الرياض، وبتشخيص واضح عن وجود تغافل متعمد لحقوق الإنسان، وتمزيق للقرارات الأممية من قبل الكيان المحتل.
ابتعدت كلمة العراق عن أساليب الشجب والتنديد والاستنكار،التي لا تتجاوز الحبر على الورق،أو الكلمات التي يتحدث بها الرؤوساء والملوك والأمراء، كإسقاط فرض لا يجدي نفعًا مع كيان لا يعترف بمواثيق الأمم وحقوق الإنسان، وبإشارة إلى فشل واسع للمنظمة الأممية بمنع الإبادة الجماعية، والجرائم التي ترتكب أمام أنظار العالم، إذ لم يكن السابع من أكتوبر بداية، بل نتيجة ومرحلة من القمع بصورة أوضح بعلنية صارخة.
اتخذ العراق عدة مواقف خلال الفترات السابقة، ومنذ بداية العدوان بثلاثة اتجاهات، اولهما سياسي بالدعوة للتهدئة ومنع استمرار التصعيد ودعم المواقف الدبلوماسية والتحذير من مخاطر توسعة الحرب، والثاني إعلامياً بمناصرة القضية وأصحاب الارض، والثالثة بالحملات الإغاثية بدعم لا محدود للشعبين الفلسطيني واللبناني، فيما شخص وجود خلل في المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الأممية، وتقاعس من الدول المعنية عربية وإسلامية، تجاه انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
إن الموقف العراقي يتسم بالقوة والحزم والمصداقية لإيقاف الحرب، وإلزام الدول العربية والإسلامية بواجباتها وعلى الاقل الإغاثية، وطرح مبادرة صندوق عربي إسلامي لإعمار فلسطين ولبنان، ويأتي هذا الموقف من قناعة عراقي بنوايا الاحتلال التوسعية دون تردد، نتيجة عدم وجود رادع، واطمئنان الاحتلال بالإفلات من العقاب.
يأتي موقف العراق تأكيداً وتشخيصاً حددهما في مؤتمرات دولية سابقة، تشير إلى فشل أممي في اتخاذ قرارات صارمة لوقف العدوان، وإلزام الدول العربية والإسلامية بواجباتها، بعد تعرض كرامتها ومقدساتها دون ورع، وتأكيد أن الأبرياء الذين يقتلون لاذنب لهم سوى التمسك بأرضهم، لذا فإن القرار لهم ولا يمكن لأحد التنازل والتفاوض والمساومة نيابة عنهم