في ظاهرة متصاعدة، أصبحت الملاعب الأوروبية في الآونة الأخيرة مسرحًًا كبيرا لدعم القضية الفلسطينية العادلة، رغم التضييقات والعقوبات التي تفرضها السلطات والاتحادات الرياضية. إذ يرفع المشجعون أعلام فلسطين ولافتات تطالب بالحرية لها، ويهتفون تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية يرتكبها الجيش الإسرائيلي؛ مما يعكس موجة تضامنية غير مسبوقة مع القضية الفلسطينية داخل ملاعب القارة العجوز.
وفي يوم أمس، أقيمت مباراة المنتخب الفرنسي مع نظيره الإسرائيلي التي انتهت بالتعادل 0-0، أمام مدرجات شبة فارغة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أسبوع من أحداث شهدتها أمستردام. واستقبلت الجماهير الفرنسية الحاضرة النشيد الوطني للاحتلال بصيحات استهجان وصفارات في ملعب سان دوني، بالعاصمة باريس.
لا يوجد أحد، إنه أمر محزن”، هكذا وصفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الأجواء قبل انطلاق المباراة بين فرنسا وإسرائيل في دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم الخميس، كما أظهرت لقطات خلو المدرجات من الجماهير، التي قاطعت المباراة، احتجاجا على العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة ولبنان.
ومن بين 80 ألف مقعد متاح في ملعب دو فرانس حضر ما يقارب 12 و13 ألف متفرج، وهو عدد قليل لم يسبق له أن تحقق في مباريات الديوك. وذكر موقع قناة “تي في 5″ الفرنسي أن أقل حضور جماهيري في تاريخ هذا الملعب لمباراة كرة قدم بلغ 36 ألفا و842 متفرجا، وذلك خلال مواجهة فرنسا ونيوزيلندا عام 2003. وانتشرت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن مشاجرات بين جماهير منتخبي فرنسا و”إسرائيل” في مدرجات ملعب المباراة قبل انطلاقها.
وقال عضو البرلمان عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، توماس بورتس، إن استضافة المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم أمر “مخز”. ونشرت السلطات الفرنسية ما مجموعه 4 آلاف رجل شرطة ودرك حول ملعب سان دوني، وكذلك في وسائل النقل العام وجميع أنحاء باريس.
وتأتي هذه المباراة بعد أسبوع من أعمال العنف التي شهدتها أمستردام خلال مباراة في الدوري الأوروبي كان فريق مكابي تل أبيب أحد طرفيها. وتزداد المشاعر الغاضبة في فرنسا، تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، لا سيما أن فرنسا تحتضن أكبر جاليتين، يهودية ومسلمة، في ونظم ناشطون مؤيدون لفلسطين مظاهرة في ضاحية سان دوني بالعاصمة الفرنسية باريس، احتجاجا على المباراة. وتجمع الناشطون في “ساحة الجبهة الشعبية”، وحملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”70 بالمئة من القتلى في غزة أطفال ونساء”.